نافذة على أوراسيا: بوتين بصدد إعادة تأسيس وزارة القوميات الّتي ألغاها في عام 2001

الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2013

نافذة على أوراسيا: بوتين بصدد إعادة تأسيس وزارة القوميات الّتي ألغاها في عام 2001

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

8 نوفمبر/تشرين الثاني 2013

            ستونتون 6 نوفمبر/تشرين الثّاني – يبدو أن العمل بموجب مبدأ أنه إذا كان هناك مشكلة، يجب أن يكون هناك هيكل حكومي مسؤول عنها، الرئيس فلاديمير بوتين يتجه في الواقع إلى إعادة وإن لم يكن في نفس الإسم وزارة للإشراف على المشاكل القوميّة المتزايدة في الفيدراليّة الرّوسيّة.

            ولكن لنفس الأسباب التي وبسببها فشل هذا الهيكل في فترتي بداية وما بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، من المرجح أن يفشل هذا التحرك كذلك في تلبية التّوقّعات. وذلك لأنه ما لم يتم منحها صلاحيات وزارة ذات سلطة، وهو الأمر الذي من المرجح أن لا يحدث، ولن يكون قادراً على معالجة القضايا العرقية التي تؤثر حاليا والتي تقع ضمن اختصاص الوزارات وهياكل الدولة الأخرى.

            هكذا، وكما يشير بالفعل بعض نقّاد موسكو، فإن هذه العودة المؤسسية الأخرى إلى الماضي تبرز فقط إلى أي مدى يفتقر بوتين حالياً في ولايته الثالثة إلى أفكار جديدة حول كيفية التعامل مع واحدة من المشاكل الأكثر عصبيّة ولكنها في الوقت الحاضر أكثر المشاكل تفجّراً في البلاد .

            ومنذ أن قام بوتين بحل وزارة القوميات في بداية ولايته الأولى، فقد دعا بعض المعلقين والخبراء لإعادة إحيائها. هذه المطالبات زاد من تواترها وحدتها بعد أن أفرد بوتين نفسه مقالا كاملاً لمجمل المشكلة القوميّة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2012.

            وقال الرئيس الروسي على وجه التحديد، أن هناك حاجة إلى أن ينشأ في نظام أجهزة السلطة الفيدرالية هيكل خاص مسؤول عن قضايا التنمية الوطنية، والرفاه بين الأعراق والتفاعل بين الإثنيات”. وواصل أن وزارة التنمية الإقليمية، كانت تتعامل مع هذه القضايا فقط كمهمة ذات أولوية ثانية أو ثالثة.

            ليس من المستغرب، بأن يبدأ العديد من أنصار بوتين في اقتراح إنشاء وزارة جديدة للقوميات، متابعة لمنطق الرئيس في إنشاء هيكل لكل مشكلة. لكن كثيرين، بمن فيهم وزير الشؤون الإقليمية باسارجين (Basargin) ونائب رئيس الوزراء دميتري كوزاك (Dmitry Kozak) عارضوا ذلك (polit.ru/article/2013/11/05/ministry/).

            أمس، استشهدت صحيفة “كوميرسانت” (Kommersant) التي تصدر في موسكو بمصدر بالكرملين قوله ان دعوة بوتين يوم الأول من نوفمبر/تشرين الثاني لإعادة تنظيم وزارة الشؤون الاقليمية “في الواقع” يمثل “استعادة وزارة الشؤون القوميّة”، وهي حقيقة يبدو أن المتحدث الصحفي باسم الرئيس يؤكّدها (kommersant.ru/doc/2336007).

                ووفقا للصحيفة، فإن وزارة الشؤون الاقليمية سوف تكتسب بنية إضافية من شأنها أن تنطوي على “ممثلين إقليميين”، و”من الممكن”، تتابع “كوميرسانت” بأنها ستكون منظّمة حكومية غير تجاريّة” والتي سوف تشمل “مركز رصد فريد من نوعه مع أقسام لكل تابع في الفيدراليّة الرّوسيّة”.

            ولم تقدم الورقة أي تفاصيل إضافية وجاء فيها إن الترتيبات الجديدة سيتم الانتهاء منها في غضون الأسابيع المقبلة. ليس من المستغرب، فقد أثار ذلك نقاشاً. وقال سيرغي ماركوف (Sergey Markov)، وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة موسكو الحكومية، لِ”كوميرسانت” أنه “في الواقع يجري حاليا إنشاء وزارة ثانية للقوميات”.

            غير أن هناك “سؤال آخر”، تابع، حول فيما إذا سيكون للوزارة قوة كافية للقيام بالكثير الكثير. “لهذا، فإن [الشخص المسؤول] يجب أن يكون على الأقل في مرتبة نائب رئيس وزراء”. وقال ماركوف أن أي ترتيبات قد تتّخذ، يجب أن تركز على أن يقوم الهيكل الجديد بالدفاع عن العرقيّين الرّوس بقدر ما هو متوفّر لمجموعات غير روسيّة وأصغر حجماً.

            وكان ميخائيل فينوجرادوف (Mikhail Vinogradov)، رئيس مؤسسة بطرسبرغ للسياسة (Petersburg Politic Foundation)، أكثر رفضا. وقال لِ”كوميرسانت” ان من خلال اتخاذ هذه الخطوة، فإن الكرملين يعطي مظهراً من العمل دون أن يفعل في الواقع أي شيء. وقال حتى إذا تم وضع البنية الجديدة في موضعها: ستستمر موسكو في نهجها الإرتجالي تجاه المعضلات العرقية.

                اشارت مارغريتا ليانج (Margarita Lyange)، رئيسة نقابة الصحافة المشتركة بين الإثنيات (Guild of Inter-Ethnic Journalism) إن جهود سابقة قامت بها الحكومة الروسية لإنشاء هيكل فعال في هذا المجال قد فشلت لأن الكرملين لم يكن مستعدا للتنازل عن ما يكفي من السّلطة لذلك، وجهة نظر يشاطرها بها وزير القوميات السابق فلاديمير زورين “Vladimir Zorin” (http://nazaccent.ru/content/9610-eks-ministr-rf-po-delam-nacionalnostej-rasskazal.html و izvestia.ru/news/559989).

            لكن الإستنكار الكاسح الأوسع على التحرك البيروقراطي الأخير أبدته سفيتلانا غانوشكينا (Svetlana Gannushkina)، رئيسة لجنة الدعم المدني (Civic Support Committee). وروت  لروزبالت آريو (Rosbalt.ru) أن وزارة التنمية الإقليمية لم تحسّن من الحالة العرقية في البلاد وأن افتقارها إلى الشفافية لا يبشر بالخير (rosbalt.ru/main/2013/11/05/1196080.html).

            لكن فياتشيسلاف ميخائيلوف (Vyacheslav Mikhailov) الذي شغل منصب وزير القوميات في بداية أعوام التسعينيات 1990 كان أكثر تفاؤلا على الأقل فيما يتعلق بتقارير أفادت بأن ألكسندر كوتنكوف (Aleksandr Kotenkov) سيرأس الهيكل الجديد من خلال وزارة الشؤون الاقليمية. وأشار إلى أن  كوتنكوف لديه خبرة كبيرة بسبب دوره في إدارة الصراع  الأوسيتي – الإنغوشي (nazaccent.ru/content/9610-eks-ministr-rf-po-delam-nacionalnostej-rasskazal.html).

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/11/window-on-eurasia-putin-moves-to-re.html)

نقلاً عن: موقع الإبادة الجماعية الشركسية على الفيسبوك

Share Button