نافذة على أوراسيا: منظمة شركسية موالية للكرملين تسعى علنا لأن تجعل موسكو تقوم بتقويض مجموعات شركسية أخرى

الثلاثاء، 24 يونيو/حزيران، 2014

نافذة على أوراسيا: منظمة شركسية موالية للكرملين تسعى علنا لأن تجعل موسكو تقوم بتقويض مجموعات شركسية أخرى

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي
26 يونيو/حزيران 2014

             ستاونتون، 24 يونيو/حزيران – سعت أجهزة موسكو الأمنية منذ بداية الحقبة السوفياتية على الأقل، لاختراق وتقسيم وإحداث الفوضى في المنظمات العرقية بأساليب سرّيّة، وهو نهج أعطى الحكومة الرّوسية مجالاً للإنكار لأن هذه إجراءات عادة ما تتعرض فقط لاستنتاج ما يجري أو تأتي من المعارضين أو المنشقين.

             لكن أصبحت الحكومة الروسية الآن تبدي علنا الازدراء ​​نحو الغرب وكيف سيكون رد فعلها لمثل هذه السياسات المدمّرة الّتي قبلت عرضا علنيا من الجمعية الشركسية العالمية، وهي مجموعة موالية لموسكو، للانخراط في مثل هذه الإجراءات ضد جماعات شركسية أخرى في شمال القوقاز وأماكن أخرى.

              وقد نشرت الغرفة الاجتماعية للإتحاد الروسي على صفحتها الخاصّة باعتبارها منظمة غير حكومية طلباً لمنحة تمويل من الجمعية الشركسية العالمية(grants.oprf.ru/grants2014-1/zhurnal/rec4350/). ليس على نحو عديم الأهمّيّة، حيث يقول الموقع أن التطبيق “يتماشى” مع اهداف برنامج الغرفة.

                تقول انها سوف تشارك في أنشطة الإنترنت لمعارضة “أيديولوجية الإستعلاء العرقي” من قبل جماعات تعزّز من وجهات النظر القومية في غرب ووسط شمال القوقاز، وتقول الجمعية الشّركسيّة العالميّة انها ستعمل بالتالي على تشجيع “تقوية وحفظ علاقات التسامح بين شعوب روسيا”هناك.

             وضمن الخطوات الّتي تعتزم المجموعة اتخاذها مراقبة مواقع الإنترنت، وتحليل الإعلانات القومية، و”إعداد تعليلات” لمعارضة هذه الإعلانات، و”وضع” نصوص إيجابية على الانترنت، و “تطوير أساليب” من أجل مقارعة الجماعات القومية عبر الإنترنت.

            وتحقيقا لهذه الغاية، تقول الجمعية الشّركسيّة العالميّة (ICA)بأنها ستقوم بإشراك إعلاميين مختصّين وعلماء و”أصحاب إبداعات وسائل الإعلام الجماهيري الإقليمية الإلكترونية”، وعندما يتم استكمال المشروع، تقولالجمعيّة الشّركسيّة العالميّةبأنّها ستقوم بتقديم تقرير نهائي من أجل زيادة فعالية “معلومات النشاط الدّعائي” بشكل عام.

             وبالترجمة إلى اللغة العادية يقول أنزور كابارد (Andzor Kabard)، وهو محلل شركسي مستقل، أنّ ما تقوم به الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة هو السعى للحصول على “تمويل من الدولة لتنفيذ مشروع من أجل تحييد العامل السياسي الشركسي على أراضي شركيسيا التاريخية” عن طريق الإنترنت وغيره من الوسائل، وبالتالي الحد من تأثير الجماعات الشركسية الّتي تعارض موسكو (aheku.net/news/ahtung/5855).

            في الواقع، ما يبين، كما يقول، أنالجمعيّة الشّركسيّة العالميّة  قد أظهرت لنفسها بأنّها لم تكن شيئاً سوى أنّها “جزءا من قوات روسية تشارك في عمليات معلوماتيّة. على مستوى عملي”، هذا التطبيق”يمثل الانتهاء من تحول كان في السابق كياناً رصيناً” إلى “قزم” يتبع موسكو ويعمل ضد أولئك الذين يدّعي بأنه يمثّلهم.

             ويقول كابارد أنّه بدعم من الحكومة الروسية ومن خلال زيادة شعبيتها في موسكو باستخدام الإنتهازيين ضد معارضيها، “سيتم المحافظة على الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة بسبب الحاجة لتكوينها الجديد لبعض الوقت”. ولكنها سوف تستمر، “فقط كأداة سياسية استخدمت من قبل روسيا لنقل نفوذها في العمل الشركسي والحكومات المتصلة معه”.

            لكن كممثل للمجتمع الشركسي، يكمل، فإن الجمعيّة الشّركسيّة العالميّة “لم تعد ممثلاً له”.

            بالإضافة إلى الطبيعة السّمجة لما تقوم به موسكو في هذه الحالة، إلا أن هناك أمران حول ذلك يبعثا على القلق. فمن جهة، على الأقل منذ عهد ترست (Trust) في عام 1920s، خططت موسكو دائما لاستخدام التعرض لاختراقها لمثل هذه المنظمات كجزء من استراتيجيتها لإضعاف خصومها.

            بالتالي، في هذه الحالة، كما كان الحال عندما تم كشف مكافحة التّجسّس كمشروعتأثير منظمات أمن الدولة السوفياتية (Chekist)في عام 1927، فإن الجمعية الشّركسيّة العالميّة قد ضعفت أو حتى تمّ القضاء عليها، وهي نتيجة ربما قصدت موسكو أن تفعله طوال الوقت.

            ومن جهة أخرى، في الأسبوع الماضي، ذكرت وكالات الأنباء في موسكو أن وزارة الداخلية الروسية تقوم بتطوير استراتيجية بقصد “مكافحة التطرف” على شبكة الإنترنت، في إشارة إلى ما تقوم به الأجهزة الأمنية الروسية فيما يتعلّق بالشراكسة بأن يتم توسيعها لتشمل مجموعات أخرى كذلك (nazaccent.ru/content/12087-mvd-budet-borotsya-s-ekstremizmom-v.html and kommersant.ru/doc/2494603).

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/06/window-on-eurasia-pro-kremlin.html

Share Button