نافذة على أوراسيا: واحد من بين كل عشرة من المواطنين الروس الشباب هم الآن من شمال القوقاز

الأحد 10 أغسطس/آب 2014

نافذة على أوراسيا: واحد من بين كل عشرة من المواطنين الروس الشباب هم الآن من شمال القوقاز

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

11 أغسطس/آب 2014

             ستاونتون، 9 أغسطس/آب – على الرغم من أن سكان منطقة شمال القوقاز الفيدرالية الروسية يساووا فقط حوالي 6.5 في المئة من سكان البلاد ككل، إلا أن الشباب هناك يشكّلون 10 في المئة من الشباب في روسيا، وهذا واقع ديموغرافي يجعلهم ساحة لمعركة أيديولوجية على مستقبل البلاد ككل.

             في مؤتمر عقد في كراشيفو – شركيسيا في الأسبوع الماضي، استشهد فلاديمير زورين (Vladimir Zorin) وزير الجنسيات السابق ويشغل حاليا منصب نائب مدير معهد موسكو للإثنولوجيا [علم الأعراق] والأنثروبولوجيا [علم الإنسان] (Moscow Institute of Ethnology and Anthropology) بهذا العدد، من أجل إظهار مدى أهمية التنافس الأيديولوجي في شمال القوقاز(kavpolit.com/articles/kavkaz_revoljutsija_umov_ili_deneg-8189/).

            ودعا إلى حملة أيديولوجية ودعائية “أكثر كثافة” في المنطقة خشية من أن يقوم الغرباء من الشرق الأوسط والغرب بأن يكسبوا قلوب وعقول الشباب في شمال القوقاز، وبالتالي يساهم في زعزعة استقرار روسيا ككل.

             في سياق تصريحاته، قال زورين أن مؤسسته أجرت مؤخرا دراسة اجتماعية من أجل “تحديد القيم الأساسية التي يمكن أن تكون جامعة لكافّة الرّوس”. في المجموعة الأولى، اتفق أكثر من 50٪، بانّها قيم مثل الوطنية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة.

             في المجموعة الثانية، يواصل حديثه، وافق ما بين 40 و 50 في المئة على أنها، كانت حقوق الإنسان والكرامة الوطنية، والقيم الروحية، والأمن، والديمقراطية. وفي المجموعة الثالثة، اتّفق أقل من 40 في المئة على أنها، كانت الأفكار الاشتراكية، ومكانة البلاد كقوة عظمى والإدارة الذاتية الإجتماعيّة، والأممية والصداقة بين الشعوب.

             جادل زورين بأن “المورد الرئيسي” لِ”التكامل العرقي يجب أن يكون تعميم ثقافة مشتركة”، خصوصا اللغة. وأشار إلى أنّه في تعداد عام 2010، قال ما نسبته 99.4 في المئة من عدد سكان الفيدراليّة الرّوسيّة بأنّهم كانوا يعرفون اللغة الروسية. لا توجد دولة أخرى متعددة القوميات في العالم لديها “مثل هذا المستوى من التكامل اللغوي”.

             وبالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن 42 في المئة من التتار، و 36 في المئة من الأوسيتيّين، و 19 في المئة من الشيشان أسموا الروسية بأنّها “لغتهم الأم”، لكن إذا تعلم غير الرّوس اللغة الرّوسيّة، فإن الروس لم يتعلموا لغات الآخرين: خمسة في المئة فقط من الروس عموما و20 في المئة فقط منهم في الشيشان يقولون انهم يعرفون لغات الشعوب المجاورة.

             ثلاثة متحدثين آخرين في الاجتماع أسهبوا في هذه النقاط. يانا أميلينا (Yana Amelina)، وهي باحثة كبيرة في المعهد الروسي للبحوث الاستراتيجية (RISI)، تؤيد دعوة زورين لكنها قالت للأسف “في الوقت الحاضر ليس لدينا أي أمر روسي جامع” حيث يمكن للناس أن يتوحدوا حوله.

             وقال فالنتين بيانكي (Valentin Bianki)، وهو أخصائي نفساني في جامعة سان بطرسبرغ الحكوميّة أن المسح الذي أجرته الشبكة الاجتماعية فكونتاكتي (VKontakte) أظهر انقسامات كبيرة بين مستخدمي الخدمة في شمال القوقاز وهؤلاء من أماكن أخرى في الفيدراليّة الرّوسيّة. في السابق كان 2.5 مرّة أكثر في التميز عرقياً من المرّة الأخيرة، وأربع مرات أكثر في التميّز من حيث الدّين.

             ولكن “في الوقت نفسه”، فإن النّاس في شمال القوقاز هم 2.5 مرة أقل إحتمالاً في تحديد الهويّة من حيث البلد وهم منقسمون بالمثل من بقية البلاد فيما يتعلق بِ “مستوى الإستحسان الفعّال” للنظام من حيث مقياس من يجيبوا بالإيجاب “إعجاب” و”يعيدوا إرسال”الأنباء المتعلقة بالسّياسات الحاليّة.

             ويوسيف ديسكين (Iosif Diskin)، الرئيس المشارك لمجلس الاستراتيجية الوطنية (Council of National Strategy) وعضو الغرفة الاجتماعية (Social Chamber)، أشار إلى أن هذه النتائج تعكس حقيقة أن روسيا هي الآن في “نطاق عدم الاستقرار” لأن نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP) والاستهلاك قد فاق “وتيرة النضوج للمؤسّسات المدنيّة والسّياسيّة”.

             وتابع، لقد وجدت العديد من البلدان نفسها في هذا الوضع. البعض نجح في تسريع التعريف بهذه المؤسسات وبالتالي كسب تأييد السكان، في حين أن البعض الآخر لم تنجح بل وتراجعت أكثر إلى الوراء، ما أدّى إلى الوقوع في “زمن فوضى الاضطرابات والأزمات”. إن الوضع في شمال القوقاز يبرز الآن مدى هذا التحدي لموسكو.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/08/window-on-eurasia-one-in-every-ten.html

Share Button