نافذة على أوراسيا: يقول مؤرخ من بشكيريا أن موسكو تستخدم اللاجئين من أوكرانيا لتغيير التوازن العرقي في الجمهوريات غير الروسية

الخميس، 31 يوليو/تموز 2014 

نافذة على أوراسيا:  يقول مؤرخ من بشكيريا  أن موسكو تستخدم اللاجئين من أوكرانيا لتغيير التوازن العرقي في الجمهوريات غير الروسية 

بول غوبل (Paul Goble) 

ترجمة: عادل بشقوي

14 أغسطس/آب 2014

             ستاونتون، 31 يوليو/تموز – موسكو تخرج اللاجئين العرقيّين الرّوس من مناطق القتال في جنوب شرق أوكرانيا إلى الجمهوريات غير الروسية في الفيدراليّة الروسية في محاولة واضحة منها لتغيير التوازن العرقي في تلك الجمهوريات وزيادة روسنتهم، وفقا لمارات كولشابيروف (Marat Kulsharipov)، المؤرخ في جامعة باشكورتوستان الحكوميّة (Bashkortostan State University). 

             في مقابلة مع راديو أوروبا الحرّة/راديو الحرية (RFE/RL) قسم التتار-البشكير (Tatar-Bashkir)،  قال كولشابيروف أن أولئك الذين يفرون من شرق أوكرانيا “لا يتم إرسالهم إلى روستوف أو كورسك أو بيلغورود أو إلى غيرها من المناطق التي هي في [الغالب] روسية و[التي هي قريبة من أوكرانيا]، لكن إلى باشكورتوستان، التي هي على بعد آلاف الكيلومترات (azatliq.org/content/article/25475282.html).

             ويتابع أن البعض، “يجري إيواؤهم في المخيمات الصيفية” للجامعات المحلية. و”يتم إرسال الآخرين إلى مدن مختلفة في جميع أنحاء باشكورتوستان، وهي جمهورية تركية مسلمة في حوض نهر الفولغا الأوسط. ذلك حتما  يثير مسألة حول “لماذا أرسل هذا العدد الكبير منهم  إلى [الجمهوريات غير الروسية] بدلا من توزيعها بالتساوي في جميع أنحاء روسيا”. 

             في تقديره، قال كولشابيروف، ما يجري يعكس قرارموسكو الهادف إلى “تغيير المزيج العرقي” في الجمهوريات غير الروسية، من أجل زيادة عدد العرقيين الروس وبالتالي تقليل حصة القوميات الإسمية. هذا يوضّح جزءا من إستراتيجية  أوسع نطاقاً لموسكو من أجل إيجاد أمة “روسيّة” واحدة.

            وقال المؤرّخ أن هناك جانباً آخر لهذا التدفق الّذي أعدّت له موسكو: لقد أنشأت وصايات غير مموّلة وأثارت توتّرات عرقيّة جديدة في الجمهوريات. “يحصل اللاجؤن على الأموال من ميزانيّة الجمهوريّة، ويحصلون على الإيواء والوظائف”. ولكن، لا يأخذون أبدا أشغالاً صعبة ومنخفضة الأجر. ويهان الناس الذين يعيشون هنا”.

            سبب مشاعر البشكير، كما قال، هو “أن ذلك يجري من قبل [موسكو] عن قصد. وإذا كان ليتم إرسال اللاجئين إلى مناطق أخرى كذلك، [فإنّهم] لن يكونوا بهذا الإحباط. إن “البشكير غاضبون لأنهم ينظرون إلى هذه السياسة على أنها “استهدافاً لغير الروس”. ربما يفهم رئيس الجمهورية ذلك، لكن “لا يمكنه أن يقول أي شيء”.

             يورد راديو أوروبا الحرّة/راديو الحرية (RFE/RL) قسم التتار-البشكير أنه تقرر أن تستقبل باشكورتوستان ما يصل إلى 5,000 لاجئ روسي من أوكرانيا، وهو رقماً ليس ضخماً ولكنه يمكن أن يقلب حصّة التوازن العرقي للسكان من قوميات مختلفة والتي هي متوازنة نسبيا كما هو الحال في أجزاء كثيرة من تلك الجمهورية الواقعة في حوض الفولغا الأوسط، وإلى حد ما لباشكورتوستان ككل.  

             ويشير كولشابيروف إلى أن السياسة تمثّل استمراراً للممارسة السوفياتية. عندما عاد أعضاء من الجماعات العرقية من الخارج، غالبا لم يستقرّوا حيث أرادوا، ولكن حيث اعتقدت موسكو ان ذلك من شأنه أن يساهم بشكل أفضل لسياساتها في الحفاظ على سيطرتها.

             وبطبيعة الحال فإن أعتى هذه الإجراءات السوفياتية الطابع، كان قرار موسكو توطين الأرمن العائدين من  الخارج بعد الحرب العالمية الثانية في أجزاء من جمهورية أرمينيا الاشتراكية السوفياتية ثم جعل حاجتهم للمساحة أساساً لطرد الأذربيجانيين من المنطقة، وهو الإجراء الذي لا يزال يثير الغضب في جنوب القوقاز.

            لكن هناك وضعاً واضحاً على قدم المساواة، وإن كان سلبياً، لمثل هذه السياسات في أماكن أخرى في روسيا ما بعد انهيار الإتحاد السوفياتي. سعت موسكو لمنع عودة الشركس إلى وطنهم التاريخي في شمال القوقاز خشية أن يغيير ذلك التوازن العرقي ضد الروس ومن يتم تقويض السيطرة المركزية في تلك المنطقة المضطربة.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/07/window-on-eurasia-moscow-using-refugees.html

Share Button