نافذة على أوراسيا: ناشطة من بوريات تقول، لا رغبة في إندثار لغات الأقليات، موسكو تقتلها بفعاليّة

الأربعاء 20 أغسطس، 2014

نافذة على أوراسيا: ناشطة من بوريات تقول، لا رغبة في إندثار لغات الأقليات، موسكو تقتلها بفعاليّة 

بول غوبل (Paul Goble) 

ترجمة: عادل بشقوي

٢١ أغسطس/آب ٢٠١٤

             ستاونتون، 20 أغسطس/آب – “روسيا بلد موت اللغات”، كما تقول الناشطة من بوريات (Buryat)، حيث أنه مع “كل لغات شعوب روسيا تبدو تقريباً بطريقة أو بأخرى” هي في “سجل اليونسكو الأحمر للغات التي تتوارى”. لكن بدل من أن يتم حمايتها كما تأمل تلك الهيئة الدولية، تبذل موسكو قصارى جهدها للإجهاز عليها. 

             أفضل طريقة لفهم ما يجري، تقول ردجانا دوغاروفا (Radzhana Dugarova)، هي أن نفكر فيما سيحدث لو “قامت الحكومة الروسية بدلاً من حماية الحيوانات المذكورة في السجل الأحمر للحيوانات المعرضة للخطر بآن “تبدأ إعطاء تراخيص للصيد” بحيث يمكن للناس أن يقوموا بقتلها (evrobur.livejournal.com/14045.html).

            ذلك “هو بالضبط ما يحدث الآن مع شعب بوريات”، كما تقول. في الواقع، لدى المرء الانطباع بأن “هناك من هو غير راض عن هذا الانقراض البطيء لِ[تلك] اللغة ويريد الانتهاء من ذلك بسرعة”. وتقول٫ حتى بطريقة أكثر مأساوية، بوريات بعيدة عن كونها اللغة الوحيدة في روسيا على هذا الحال. 

             جذبت دوغاروفا الإنتباه كإحدى القيادات التي سعت لمنع خطط فلاديمير بوتين بتوحيد منطقتين مستقلتين ذاتياً في بوريات مع أقاليم ذات هيمنة روسية بدلا من دمجها بجمهورية بورياتيا كما أراد العديد من البورياتيين. في معظم العقد الماضي، عملت ودرست في الخارج ولكنها لم تحصل على اللجوء السياسي حتى تتمكن من السفر إلى وطنها. 

            التركيز الأساسي لها الآن يكمن في تحسين الظروف بحيث يمكن أن يتعلم ويستخدم البورياتيون لغتهم. في عاصمة الجمهورية، تشير، هناك “عمليا” لا مكان فيه  لبوريات على الرغم من أنها كما تضيف سعيدة لأن تعلن أن المؤيدين للغة قد “بدأوا في ملء هذه الثغرة”. 

            تقول دوغاروفا أن القانون الروسي الحالي الذي يجعل دراسة لغة بوريات طوعي بدلاً من آن يكون إلزامياً ينتهك الدستور ويجب اعتباره غير دستوري لأن أي قراءة منصفة له سوف أيضا تجعل معرفة اللغة الروسية لسكان البلاد طوعياً. ومن شأن ذلك أن “يزعزع الوضع السياسي والاجتماعي في جمهوريتنا”. 

             “إن قضية اللغة هي قضية السلطة أو الهيمنة”، كما تقول، وتشير إلى أن تلك المجموعات التي تبذل الكثير للدفاع عن لغتها ستكون في أفضل وضع للدفاع عن حقوقها بشكل عام. إن مثل هذا “الصراع السياسي هو جزء من العملية السياسية العادية في بلد ديمقراطي ويظهر الإحترام لحقوق الأقليات … وهو شرط ضروري للديمقراطية”. 

            البورياتيون دأبوا على الضغط من أجل استعادة جمهورية بورياتيا الموحدة منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي،  وأشارت، وحتى إلى إرسال رسالة مفتوحة إلى فلاديمير بوتين تبين آن تقسيم بورياتيا والقمع السياسي في عام 1937مترابطين بشكل وثيق. 

             لم يعارض النشطاء البوريات أبداً الإصلاحات الإدارية-الإقليمية بهذا المعنى ولكن فقط جادلوا بأن القيام بذلك يمس بالأقليات القومية، لإن الشيء الأكثر أهمية الذي يتوجب القيام به هو توحيد الشعوب التي تم تقسيمها. شعب البوريات هو مثله مثل تلك الشعوب. والشركس شعب آخر؛ وهناك العديد من الآخرين كذلك. 

              وتقول دوغاروفا أن مصطفى جماليف (Mustafa Cemilev) “رجل شجاع وقائد حقيقي لتتار القرم الذين عانوا إعادة التوطين على بعد آلاف الكيلومترات عن وطنهم ولكنهم كانوا قادرين على الحفاظ على أنفسهم كشعب، بينما كانوا يعيشون في أرض غريبة لأربعة عقود. وليس لتتار القرم أية أسباب للدخول في صراع مع الحكومة الأوكرانية”. 

              في الاستنتاجات، تقول الناشطة البورياتية أن عزيمتها ثبطت من مصطلحات مثل “الديمقراطية السيادية”. إن النظام السياسي هو “إما ديمقراطية أو نوع آخر من الأنظمة”، مضيفة أنها “متخوفة من أننا قد تعدّينا مرحلة الاستبداد ونهوي بسرعة نحو الشموليّة”، مأساة لجميع الشعوب وليس فقط للبوريات. 

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.ca/2014/08/window-on-eurasia-not-content-to-let.html

Share Button