خارطة: توسّع الإمبراطوريّة الرّوسيّة في أوكرانيا وغيرها

خارطة: توسّع الإمبراطوريّة الرّوسيّة في أوكرانيا وغيرها

بواسطة إيشان ثارور (Ishaan Tharoor)

5 سبتمبر/أيلول 2014

ترجمة: عادل بشقوي

7 سبتمبر/أيلول 2014

 Russiaempire1

دخل وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض بشأنه في مينسك، عاصمة روسيا البيضاء، حيز التنفيذ بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. في حين احتدم القتال خلال فصل الصيف في مناطق دونيتسك (Donetsk) ولوغانسك (Luhansk)، وهي بؤر صناعية بالقرب من الحدود مع روسيا، وأفضت إلى سقوط آلاف القتلى. إن “حياة الإنسان هي أغلى شيء، ونحن يجب أن نفعل كل شيء ممكن لوقف اراقة الدماء ووضع حد للمعاناة”؛ هذا ما جاء في بيان الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو.

وخلال الأزمة، اتّهِمَتْ موسكو من قبل المسؤولين في كييف والغرب بتسليح وتحريض المتمردين. في الأسبوع الماضي، قدم حلف شمال الاطلسي صورا التقطت بواسطة الأقمار الصناعية تبيّن بأن روسيا قد أرسلت قواتها إلى ذلك البلد.

ومن غير الواضح إلى متى سيستمر وقف إطلاق النار هذا. لكن في هدوء وجيز، يجدر الإنتباه إلى كيفيّة قيام روسيا بإقامة حقائق جديدة على الأرض. ولم يخفي الرئيس فلاديمير بوتين أحلامه بروسيا كبرى، متلفعة بحنين سوفياتي يكتسب الجاذبية بين الروس.

في وقت سابق من هذا العام، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في استيلاء سريع شمل القوات شبه العسكرية المرابطة مع اسطول البحر الاسود. وقد نُظّمَ في حينِهِ استفتاءً لم يكن أمامه أي فرصة للخسارة، نظراً إلى أن أغلبية سكان شبه الجزيرة هم من الموالون لروسيا.

انضمت شبه جزيرة القرم إلى سلسلة من “المناطق الرمادية” في فترة ما بعد الإتحاد السوفياتي والمنتشرة في أنحاء أوروبا حيث تحولت الحكومات الانفصالية المحلية بحكم الأمر الواقع إلى دول عميلة لروسيا. لقد دُعِمَتْ طموحات أبخازيا (Abkhazia) وأوسيتيا الجنوبية (South Ossetia) الانفصاليتان بعد حرب جورجيا مع روسيا في عام 2008، للخروج عن سلطة تبيليسي. إن الأراضي التي تظهر باللون الفضّي هي ترانسنيستريا (Transnistria)، وهي جمهورية منشقة على حدود أوكرانيا مع مولدوفا (Moldova)، وعلى الدوام بتقديس لا جدال فيه من قبل وسائل الإعلام الغربية كونها الزاوية الأخيرة من الاتحاد السوفياتي.

إذا كانت الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في المناطق الأوكرانيّة الشرقية دونيتسك ولوغانسك تبقى مستقلة أو في أيدي الانفصاليّين، فإن ذلك سيمثّل مكاسب كبيرة لموسكو حتى الان. هذا هو قلب أوكرانيا الصناعي والجناح الرئيسي لمشروع روسيا الجديدة (Novorossiya) الأسطوري، الرؤية الإمبريالية الروسية لميادينها في اتّجاه البحر الأسود والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر.

السؤال الآن، كما يجادل نقاد بوتين، هو إلى أين سينظر تالياً؟

المصدر:

http://www.washingtonpost.com/blogs/worldviews/wp/2014/09/05/map-russias-expanding-empire-in-ukraine-and-elsewhere/

Share Button