نافذة على أوراسيا: الحرب الروسية – الأوكرانية في 10 أسئلة وأجوبة

الاثنين 8 سبتمبر/أيلول 2014

نافذة على أوراسيا: الحرب الروسية – الأوكرانية في 10 أسئلة وأجوبة

بولغوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

8 سبتمبر/أيلول 2014

             ستاونتون 8 سبتمبر/أيلول – ينهي وقف إطلاق النار الحالي المرحلة الأولى من الحرب بين روسيا وأوكرانيا مما يجعل ذلك وقتاً جيداً لمراعاة تأثير النزاع في أوضح المصطلحات، كما يفعل كذلك اليوم المعلق الموسكوفي قسطنطين غاز (Konstantin Gaaze)من خلال عشرة أسئلة وأجوبة (http://slon.ru/russia/pervaya_russko_ukrainskaya_voyna_v_voprosakh_i_otvetakh_-1152827.xhtml).

             سؤالغازالأول هو “لماذا نحن (هم) نفعل كما لو أننا (هم) فعلوا معهم (معنا)؟” وجوابه: “يعتبر الرئيس بوتين أن الدولة الأوكرانية قائمة فقط لأنه يوافق على وجودها”. وبالتالي فان “موسكو قد تصرفت من الفرضية الزائفة أن ‘أوكرانيا ليست دولة'”، وهو الأمر الذي دفع عدة آلاف من الأشخاص حياتهم  بالفعل من أجله.

             لكن كييف، كما يقول الكاتب الموسكوفي، عملت أيضا من افتراض خاطئ. “اعتقد القادة الأوكرانيون أن “روسيا لن تقدم المساعدة الضرورية للانتفاضة المحلية في شرق أوكرانيا لأنها مهددة بالعقوبات الغربية”. لكن موسكو ليست كذلك، وقد تدخلت بالفعل. ونتيجة لذلك، اضطرت أوكرانيا للقتال، وعانى الكثيرين من ذلك.

             سؤاله الثاني هو “ماذا تم تحقيقه وكيف انتهت الحرب؟” في تصور غاز، فإن شرق أوكرانيا يعود إلى أناس لا نعرف أسماءهم في الواقع. فقدت كييف جزءا من أراضيها، لكن تم تهميش مستقبل توطيد صرح روسيا الجديدة (Novorossiya) إلى الأبد.

              ويقول غاز: “سوف لن تصبح أبداً جزءا من روسيا”، ولكن “في الأجل القريب، فإنها لن تكون جزءا من أوكرانيا أيضا. الملايين من الناس بالتالي محكوم عليهم بالعيش في ترانسدنيستريا (Transdniestria) الشنيعة، من خلال العيش بين جيشين، أحدهما (الروسي) ملتزم بتدمير الآخر (الأوكراني)”. الأول هو فقط بانتظار الأمر من أجل القيام بذلك.

             سؤال غاز الثالثهو: “هل كان بوتين في قتال مع أوكرانيا أو مع الغرب؟” الجواب مع كليهما، ولكن النتائج مختلفة. ” لم تخسر كييف الحرب، لكنها لم تفز بها أيضاً”. الغرب، في المقابل، “خسر الجولة الأولى من حرب باردة جديدة. فعلت موسكو ما أرادت”، في حين أن الغرب لم يتصرف بشكل حاسم بسبب مخاوف متفرّقة بشأن المستقبل.

             واضاف غاز، “لكن الجولة الأولى من الحرب الباردة هي ليست كل الحرب”. سيمكن للغرب أن يتعافى. ويمكن لحلف شمال الاطلسي أن يعيد تسليحه. “ستكون هناك جولات أخرى”، و”لن يكون بمقدور روسيا أن تكسبها”.

              رابعا، يسأل غاز: “لماذا تحتاج روسيا للسلام؟ لماذا لم تغزو موسكو أوكرانيا علنا مع عروض عسكرية كما فعلت في أوسيتيا؟” والسبب هو أن روسيا أرادت أن تدافع عن نفسها ضد فرض عقوبات محتملة عليها، على الرغم من أنه لم يمكنها أن تمنعها كلها، لأن روسيا هي رغم من كل شيء “اقتصاد مفتوح على العالم” وبالتالي يخضع للنفوذ.

             في العالم الجديد، “الروبل ليس اليوان؛ لا يتم تعيين مساره من قبل مكتب لجنة السياسات ولكن من خلال البورصة. يدفع البنك المركزي [الروسي] من أجل ستقراره، ولديه الكثير من المال، ولكن ليس بما يكفي لدفع تكاليف حرب عالمية ثالثة”.

             خامسا، “هل فقد جنود روس حياتهم في أوكرانيا؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا؟” هناك أدلة واضحة بأن ذلك حصل، ولكن من المهم أن نفهم لماذا. لقد “ماتوا ليس لأنهم أرسلوا هناك للفوز. وليس لأنهم أرسلوا لإنقاذ شخص ما. ماتوا لأن موسكو أرادت ان تبيّن إلى كل من كييف وبروكسل وواشنطن إن ذلك ممكناً من حيث المبدأ”.

             سادسا، يسأل غاز: “ماذا ينتظر أوكرانيا؟” الجواب هو أوقاتاً صعبة، وسنوات من الإصلاحات وأزمة إقتصادية طويلة. ستساعدها كل من بروكسل وواشنطن لكن ستكون هناك مطالب تجلب لها الأذى أيضا. و”العقوبات من روسيا الّتي لن تضع أوكرانيا على ركبتيها ومع ذلك سوف تجعلها معتلّة جدا. في النهاية، سوف يكون لأوكرانيا مستقبلاً أوروبياً، ولكن فقط مقابل ثمن باهظ.

             وسؤال غاز السابع: “ما هو التغيير الذي سيحدث في روسيا؟” جوابه هو أن “كل شيء قد تغير بالفعل. دمر بوتين المعارضة، ودمر أية فرصة بأن تصبح روسيا جزءا من العالم الأوروبي. ولكن “هذا لا يعني أن بوتين سيحكم في روسيا إلى الأبد، وأن يضمن له القرم عقوداً من الشعبية والإخلاص”.

             في الواقع، يقول المعلق الموسكوفي، “مجرد العكس هو الصحيح”. كانت القرم “نوعاً من العلاج بالصدمة للوعي الوطني”. لقد سمحت لملايين الروس بأن يتغلبوا على “طعم مرارة الهزيمة في الحرب الباردة التي مضت”. ولكنها لم تملأ هذا الفراغ، والآن “ينظرون إلى زعيمهم، وسوف يفكر الناس أكثر من أي وقت مضى في كثير من الأحيان في ما يريدونه منه”.

             ويقول غاز، إنه ليس من الواضح ما إذا كان بوتين قادراً على التعامل مع هذا التحدي.

           ثامناً، “ماذا ينتظر روسيا في العالم؟” الجواب بسيط: “الحرب. حرب باردة طويلة جدا مع الغرب، والتي سوف تخسرها روسيا عاجلا أم آجلا لأنها تراهن على الدولة وليس على السوق، وعلى النظام والاستقرار وليس على قدرة المجتمع على التغيير”. وباختصار”سوف تخسر بالضّبط لنفس السبب الّذي فازت به في الجولة الأولى من هذه الحرب”.

             وهذا هو، لأن الحماس الّذي  أحدثته الحرب في روسيا لا يمكن أن يجعل البلاد أفضل أو أكثر قدرة على الاستجابة لتحديات المستقبل.

             وسؤال غاز التاسع هو: “هل سيتم رفع العقوبات؟” يجيب، ليس في أي وقت قريب. سوف لن ترفع روسيا الحظر المفروض على المنتجات الغربية في وقت “أقرب من سنة أو حتى سنتين”، و”لن ترفع أوروبا عقوباتها عن القطاع المالي الروسي في وقت أقرب من انقضاء ثلاثة أشهر من الآن وعلى الأرجح ليس في وقت أقرب من سنة أو سنتين.

             وأخيرا يسأل: “هل شبه جزيرة القرم لنا؟” يشير المعلق الموسكوفي إلى أنه ليس من السهل التفكير بالإستيلاء على جزء من بلد مجاور لأنه “بدأ عندهم زمن الإضرابات أو الثورة”  فذلك ببساطة هو غير أخلاقي؛ إنه لا يجوز، سواء من وجهة نظر القانون أو الحس السليم”.

          ويضيف غاز، “سوف لن تعترف أوروبا مطلقاً بضم شبه جزيرة القرم. إن روسيا لن تنسحب أبداً”.وكنتيجة لذلك، “سوف تعيش القرم حياة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، معتمدةً دائما على الإعانات … من دون تأشيرات إلى أوروبا أو الولايات المتحدة … و”الإستمرار بذلك بغرور” وحتى انتهاء المساعدات من الخارج والتي يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/09/window-on-eurasia-russian-ukrainian-war.html

Share Button