نافذة على أوراسيا: الأقليات القوميّة في روسيا تتحد وتدين سياسات بوتين

الأربعاء 24 سبتمبر/أيلول، 2014

نافذة على أوراسيا: الأقليات القوميّة في روسيا تتحد وتدين سياسات بوتين 

بول غوبل (Paul Goble) 

ترجمة: عادل بشقوي

27 سبتمبر/أيلول 2014

             ستاونتون، 24 سبتمبر/أيلول – اعتمد نظام بوتين مثل أسلافه السوفيات ثلاث استراتيجيات في التعامل مع الربع غير الروسي من السكان: زيادة القمع، وجهود فرّقْ – تسُدْ داخل هذه المجتمعات وفيما بينها، وكبح نشر المعلومات عن محنتهم. 

             لكن ثبت أن هذه الاستراتيجيات هي أقل فعالية مما كانت عليه في السابق، والنتيجة لكل من استعداد وقدرة أقرانهم العرقيين في الخارج للتعبير علناً عن ما تقوم به موسكو والجهود البطولية لزعماء هذه القوميات المسحوقة ليس فقط للتنديد بإجراءات الحكومة الروسية ولكن أيضا للعمل معاً.

            ندد زعماء إسكندنافيين ومن دول البلطيق هذا الأسبوع، بما يقوم به بوتين فيما يتعلق بالسكان الأصليين في روسيا. وقال إيلي كسكيتالو (Aili Keskitalo) رئيس برلمان شعب سامي النرويجي (Norwegian Sami Parliament) في   المؤتمر العالمي للأمم المتحدة بشأن الشعوب الأصلية (UN World Conference on Indigenous Peoples) المنعقد في نيويورك أن جهود موسكو لمنع ممثلي القوميات الصغيرة عدديا من المشاركة تشد الانتباه فقط إلى أن “الوضع ينذر بالخطر” لما تواجهه هذه القوميات الآن. 

             رئيس فنلندا، سولي نينيستو (Sauli Niinisto)، ورئيس إستونيا، توماس هندريك إلفيس (Toomas Hendrik Ilves)، حيث أن كلاهما من أعضاء الأمم المرتبطة بالقوميات الفنلندية-الأوغرية (Finno-Ugric) داخل حدود الفيدرالية الروسية، رددا تلك المخاوف حول ما تقوم به روسيا وتحاول إخفائه (barentsobserver.com/en/politics/2014/09/alarming-situation-indigenous-peoples-russia-23-09  و president.ee/en/official-duties/speeches/10587-president-ilves-at-the-united-nations-world-conference-on-indigenous-peoples-22-september-2014/index.html).

             من أجل الأهمية ولأن هذا الاجتماع يجري تحت رعاية الأمم المتحدة في نيويورك، فإن تعليقاتهم تجذب بعض الإنتباه. غير أن تطورات هامة على قدم المساواة تجري هذا الاسبوع في هذا الصدد بين الجماعات غير الروسية داخل الفيدرالية الروسية. 

             هناك أمران جديران بالملاحظة. نشر أمس، مركز كل التتار الاجتماعي (All-Tatar Social Center) (VTOTs) على موقعه على شبكة الانترنت نداء إلى موسكو لِ “وقف القمع السياسي” لتتار القرم، والإجراءات التي قال بآنها تماثل “ترحيل تتار القرم في عام 1944 (nazaccent.ru/content/13255-vsetatarskij-obshestvennyj-centr-prizval-prekratit-travlyu.html). 

             ويقول الإعلان٫ ”إن السلطات قد لا تعجبها الآراء السياسية لقادة المجلس (Mejlis)”، “لكن القمع السياسي ضد منظمات عمومية يعد جريمة”، وبالتالي غير مسموح به. 

             وقبل أربعة أيام، اجتمع ممثلو قوميات تتار (Tatar)، وباشكير (Bashkir) وشوفاش (Chuvash) في بلدة أرسك (Arsk) في تتارستان كجزء من المؤتمر الأول لرابطة الشعوب الأصلية في الفيدرالية الروسية (First Congress of the Association of the Indigenous Peoples of the Russian Federation) وأصدروا اتهاماً لاذعاً لما تقوم به موسكو ضد شعوبهم وغيرهم من غير الروس (tatar-centr.blogspot.com/2014/09/i.html).

             أعلنوا ان موسكو فشلت في العيش وفقا لأحكام الدستور الروسي المؤرخ في عام 1993 بشأن الشعوب غير الروسية، وقد أصدر المندوبون ثلاثة مطالب. أولا، دعوا موسكو لأن تسمح لجميع الجمهوريات والتشكيلات غير الروسية للحفاظ على منصب الرئيس اذا أرادوا ذلك. 

             ثانيا، طالبوا بالسماح لجمهورية شوفاش لاستعادة نص في دستورها الخاص بها يحدد أن شوفاشيا هي “ولاية داخل الفيدرالية الروسية”. في وقت سابق، أصرت موسكو على أنه يجب استبعاد تلك اللغة.

             وثالثا، طلبوا بأن لجميع الشعوب الأصلية الحق في التعليم بلغاتها الأم وعلى جميع المستويات وليس فقط داخل الجمهوريات المعترف بها رسميا ولكن أينما كانت تعيش في مجموعات صغيرة الحجم وأن يتم تمويل هذا التعليم من قبل الحكومة الروسية بدلا من التجمعات الخاصة.

تم التوقيع على القرار من قبل قادة جبهة الوطنيين التتار ألتين أوردا (Tatar Patriotic Front Altyn Urda) ومركز التتار الإجتماعي (Tatar Social Center)، واتحاد الشباب التتار أزاتليك (Tatar Youth Union Azatlyk) وجمعية أريكليخ الشوفاشية لإعادة بعث الثقافة القومية (Chuvash Ireklekh Society of National-Cultural Rebirth) والحركة البشكيرية لحقوق الإنسان كوك بوراي (Bashkir Human Rights Movement Kuk Burye) ومجلس أكساكالس في باشكورستان (Council of Aksakals of Bashkortostan).

             إن مطالبهم ليست متطرفة، وأعدادهم ليست كبيرة، ولكن التعاون بين هذه المجموعات يوفر أساسا لمزيد من النشاط والاهتمام في المستقبل. فعلى أقل تقدير، هو إشارة إلى أن سياسات موسكو القديمة في إخفاء الحقيقة وسياسة فرق تسد لن تفلح  كذلك في المستقبل كما حدث في الماضي. 

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/09/window-on-eurasia-minority-nations-in.html

Share Button