نافذة على أوراسيا: هل يمكن إعادة الحياة إلى لغة الوبيخ؟

السبت 4 أكتوبر/تشرين الأول 2014 

نافذة على أوراسيا: هل يمكن إعادة الحياة إلى لغة الوبيخ؟

بول غوبل (Paul Goble) 

 

ترجمة: عادل بشقوي

5 أكتوبر/تشرين الأول 2014

             ستاونتون 4 أكتوبر/تشرين الأوّل – ناشد نواب برلمان قباردينو/بلكاريا رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف لشمول لغة الوبيخ، وهي مجموعة فرعية من الأمة الشركسية، على القائمة الرسمية للشعوب الأصلية القليلة العدد في الفيدرالية الروسية، وبالتالي اتخاذ الخطوة الأولى من أجل إحياء لغة كانت قد اعتبرت بأنها اندثرت منذ عام 1992. 

             بالنسبة للكثيرين، فإن هذا العمل هو ضرب من الخيال – بعد كل ذلك، هناك فقط 33 شخصا في روسيا من الذين عرفوا أنفسهم بأنهم وبيخ في تعداد عام 2010 ولم يدعّي أي واحد منهم بأنه يتكلم لغتهم الأم، ولكن النشطاء الشركس مثل رسلان برزجوف (Ruslan Berzekov) كانوا يسعوا لذلك منذ خمسة عشر عاماً (kavpolit.com/articles/ubyhi_voinstvennoe_i_predpriimchivoe_plemja-10022/).

                 سواء آصبحت اللغة غير مستعملة للنطق بها، لكن يرى بأنها اللغة الوطنية لمثل هذا المجتمع الصغير حجماً والتي يمكن إحياؤها هو سؤال مفتوح، إلا أن السعي لتحقيق هذا الهدف، نظرا لتاريخ الوبيخ الذين كانوا من بين الذين تم تهجيرهم من قبل روسيا في القرن التاسع عشر، سيساعد على تنشيط الحركة الوطنية الشركسية ككل بعد خيبة الأمل التي أعقبت أولمبياد سوتشي. 

            ويقول برزجوف بآنه في عام 2002 كان مهتماً في التركيز على مصير لغة الوبيخ بعد قراءة مقال لحسن ياختانيغوف (Khasan Yakhtanigov) في “غازيتا يوغا (Gazeta Yuga)“ بعنوان “واشنطن الشركسي (The Circassian Washington)” عن عائلة برزج من الوبيخ ثم قراءة كتاب محمد كيشماخوف (Magomed Kishmakhov) عن “الأسرة من وادي الوبيخ المقدس (The Family from the Holy Valley of the Ubykhs)“ عن نفس المجموعة.

             ونتيجة لذلك، كما يقول، فقد شكل منظمة غير حكومية٫ اتحاد عائلة وبيخ-برزيك (Ubykhs-Berzeks)، قام بالعديد من الرحلات إلى تركيا للاجتماع مع الباقين على قيد الحياة من الوبيخ هناك ودرس السبل التي انصهر بها الوبيخ  وتم استيعابهم جنبا إلى جنب مع غيرهم من شعوب القوقاز سواء في وطنهم أو في الخارج. 

             في العهد السوفياتي، كان الناس فعليا محبطين من تعريف آنفسهم بأنهم وبيخ، وأكمل، لكن الآن، بعد كسب دعاوى  قضائيّة في المحاكم الروسية، فقد قام بذلك عدد قليل من الأفراد باقتفاء أثر أسلافهم الذين كانوا في الماضي مجموعة قومية كثيرة العدد. ووفقا لتعداد عام 2010، هناك 33 من الوبيخ في روسيا، 16 منهم في جمهورية قباردينو- بلكاريا.

             ويقول برزجوف بآنه قبل قرنين من الزمان، سيطر الوبيخ على السكان في منطقة القوقاز الغربي “من نهر فوكونكا {Vokonka} (الذي كان يسمى في وقت سابق غودليك {Godlik}) إلى أدلر (Adler). كانت تحدهم أبخازيا من جانب والجيغيت والسادزي (Jigets and Sadzi)  وهم من (الشعوب الأصلية على ساحل البحر الأسود في القوقاز، الذين كانوا جزءا من مجموعة الأديغه-الأبخاز) من جهة أخرى”.

             كان الوبيخ من ضمن آشد المحاربين في مقاومة زحف قوات الإمبراطورية الروسية وقاموا بالدعوة للوحدة مع المجموعات الأخرى لأنهم كانوا يعرفون، كما يقول برزجوف، أنه “من دون الوحدة فإنه لن يكون بمقدورهم الدفاع عن حريتهم وعن حقهم في العيش على أرض وطنهم”.

             عندما هزمتهم القوات الروسية في عام 1864، أعطي الوبيخ خيارا: إما انهم يقبلون الجنسية الروسية ويعاد توطينهم في منطقة حوض نهر كوبان أو المغادرة  إلى الإمبراطورية العثمانية. اختار الوبيخ الإنتقال إلى تركيا، و ترك مايقدر ب 75،000 منهم وطنهم حيث أنهم كانوا قادرين على الحفاظ على قوميتهم المميزة لعدة أجيال. 

             كان واحدا من أسباب ذلك تعلقهم المستمر بالآلهة الوثنية، حتى بعد آن اعتنق معظمهم  الإسلام بشكل رسمي. ولكن السبب الآخر كان لغتهم، واحدة من الأكثر تعقيدا في العالم من حيث أصوات الحروف. ويشير برزجوف أن لغة الوبيخ لديها 84 صوتاً مختلفاً، وذلك أكثر بكثير من معظم اللغات.

             المتكلم الأصلي الأخير للغة، توفيق إيسينك (Tefik Esenc)، توفي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 1992 ونظر كثير من العلماء بآن وفاته كانت بمثابة إندثار نهائي للغة الوبيخ، وفي نفس الوقت أمة الوبيخ. (انظر، على سبيل المثال، آسيا بيريتلسفيغ (Asya Pereltsvaig) “نعي: لغة الوبيخ”، في  languagesoftheworld.info/geolinguistics/obituary-the-ubykh-language.html).

             لكن رسلان برزجوف “متأكد” انه سيكون قادرا على إحياء اللغة. العديد من الوبيخ يدعون أنفسهم بأنهم قباردى أو بجدوغ أو أباظة أو آبخاز، لكن إذا كان بالإمكان استعادة اللغة، فسوف يعودون إلى هويتهم الأصيلة.

             ويقول، ”إن الإثنيّين الوبيخ لهم جذور تاريخية عميقة”. “وكانت عندهم شريعتهم الخاصة بحياتهم، فيما يتعلق بالسلوك في الأسرة والمجتمع، والتي كانت تعتمد على تقاليد عمرها قرون طويلة. ترعرع الناس وفقا لهذه القوانين … و يكمل، من المهم الآن استعادة التوازن”، على الرغم من انه سيكون “محزناً للغاية” “التحدث عن العدالة”.

             يقول برزجوف، في رأيه، أنه من غير المرجح أن يحقق أولئك الذين يسعون للاعتراف الروسي بالإبادة الجماعية الشركسية لعام 1864 أن يحققوا أهدافهم. “لكن الاعتراف بالوبيخ باعتبارهم شعباً أصلياً في روسيا استبعدت العديد من القضايا الحادة، بما في ذلك تلك التي نشأت أثناء سير ألعاب أولمبياد سوتشي”. 

             ويكمل، ”لا أحد يستطيع أن يجادل التاريخ”. “يجب على المرء ببساطة أن يحترمه ويحلل الأخطاء ويستخلص النتائج”. ما هو ضروري هو خلق الظروف الملائمة لإحياء الوبيخ في المستقبل، وخطوة أولى جيدة في هذا الاتجاه تأتي في إعطائهم مكانة شعب معترف به رسميا داخل الفيدرالية الروسيّة.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/10/window-on-eurasia-can-ubykh-language.html

Share Button