نافذة على أوراسيا: يقول فلغنغاور، لقد بدأت حرب باردة جديدة وروسيا خسرتها بالفعل

الأربعاء 15 أكتوبر/تشرين الأول، 2014 

نافذة على أوراسيا: يقول فلغنغاور، لقد بدأت حرب باردة جديدة وروسيا خسرتها بالفعل

بول غوبل (Paul Goble) 

ترجمة: عادل بشقوي

16 أكتوبر/تشرين الأول 2014

             ستاونتون، 15 أكتوبر/تشرين الأول – يقول بافل فلغنغاور (Pavel Felgengauer) وهو أحد أشهر محلّلي الدفاع والأمن استقلاليّة والذي يتمتع باحترام على نطاق واسع في روسيا، أنه نتيجة لتصرفات موسكو في أوكرانيا، فقد بدأت حرب باردة جديدة، وأن روسيا، وعلى الرغم من كل كلام موسكو المنمّق، فإنها “خسرت الحرب بالفعل”.

             في ملاحظاته في اجتماع لكلية القادة المدنيين (School of Civic Leaders) في بارناول (Barnaul) في نهاية الأسبوع الماضي، قال المعلق في “نوفايا غازيتا (Novaya gazeta)“ أن روسيا في الوقت الحاضر “هي ربما في صراع عسكري هو أكبر خطورة واجهتها منذ عام 1945″، وأن نتيجة ذلك الصراع لا تبدو بأن تكون ناجحة بالنسبة لموسكو (sibinfo.su/news/russia/1/53158.html).

             وقال: ”فمن جهة”، قوضت هذه الحرب العلاقات مع الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص. و”من جهة أخرى، سمح الصراع بتقييم نتائج التحديث الّذي جرى في البلاد في السنوات الأخيرة”. ويجب أن تكون نتيجة هذا التقييم حتما سلبية. 

             وقال ان المرء لا يحتاج لأن يطلق تحديات ضد الولايات المتحدة. فالأمريكيون “يحبون التحديات ويردّون عليها”. إن روسيا لا تستطيع أن تدفع الثمن الذي ينطوي على ذلك. العقوبات مفعّلة وسوف يكون من الصعب إنهائها في أي وقت قريب. لا أحد في الغرب يفهم روسيا أو يفهم منطق تصرّفات بوتين”.

             وقال فلغنغاور انه لا يرى “وسيلة للخروج من هذه الأزمة [فقط] بأقل الخسائر” لأن “القيادة الروسية فقدت ثقة الغرب بها”، وتأخر روسيا خلف الغرب “سوف فقط يزداد”. 

             كرس المحلل معظم ملاحظاته إلى ما وصفه بالمراحل الأربعة من “الحملة الروسية في أوكرانيا في العام 2014. الأولى تضمنت ضم شبه جزيرة القرم. وكانت موسكو قد خططت ل “بديل هونغ كونغ” بحيث أن “القرم ستكون بحكم الأمر الواقع الروسي ولكن بحكم القانون الأوكراني”، وهو الشيء الذي يمكن للكثيرين في أوروبا أن “يهضموه” دون صعوبة. 

             كان من الممكن أن لا يكون هناك أيّة عقوبات، “لكن بعد ذلك قال بوتين بشكل غير متوقع بأننا سنضم شبه جزيرة القرم تماما”. لأن موسكو عززت من موقفها العسكري هناك ولأنها تغلغلت بدقة واخترقت القيادة الأوكرانيّة، “وتم كل شيء بنجاح”.

             وقال فلغنغاور: كانت مرحلة “نوفوروسيا (Novorossiya)” الثانية “فاشلة من وجهة النظر العسكرية”. فإنه كان يفترض استخدام مجموعات خاصة من القوات من أجل زعزعة الوضع في ما يسميه الغرب الآن “الحرب الهجينة”. افترضت موسكو ان الجيش الاوكراني سينهار، ولكن “تبين أن [القوات الأوكرانية] كانت مستعدّة بشكل أفضل قليلا”. 

             قال المحلل أن المرحلة الثالثة شملت “العمليات العسكرية الفعالة”. وأضاف بأن “الروس بدأوا هجوماً مضاداً في نهاية شهر أغسطس/آب. دخلت القوات النظامية الروسية أراضي أوكرانيا، وهو الأمر الذي لم تكن أوكرانيا تتوقعه. “وكانت هذه المرحلة ناجحة أيضا بسبب إعادة تنظيم الجيش الروسي وشراء موسكو لطائرات  إسرائيلية بدون طيار. 

             وأضاف فلغنغاور: الوضع الرابع، هو الذي فيه الجانبان الآن، وهو “استقرار الوضع”. القوات الروسية غادرت، وهي خطوة لا مفر منها نظرا لاقتراب فصل الشتاء واستحالة القتال لوقت أكثر في هذا العام. لكن الأخبار السيئة بالنسبة لموسكو هي أن أوكرانيا سوف تستخدم هذا الوقت لتحديث قواتها. بعد وقت ما، فإنه سوف يكون لديها طائرات بدون طيار أيضا، فضلا عن “الكثير الذي لا وجود له في روسيا والذي ربما لن يكون” في أي وقت. 

             “ثم ماذا ستفعل روسيا؟” تساءل فلغنغاور بنبرة خطابية. “لم يتم تنفيذ التحديث المنتظم حتى النهاية، لم يوجد هناك ما يكفي من المال لإعادة التسلح الفني”، وبالتالي، هناك البعض في موسكو يتحدثون عن شيء واحد تمتلكه ولا تمتلكه أوكرانيا: الأسلحة النووية.

             وعلاوة على ذلك، خلص إلى القول: ”بدون العون التقني والمساعدة من الغرب”، وهو الشيء الّذي لن تحصل عليه روسيا في أي وقت قريب لكن أوكرانيا ستحصل عليه، و”سيكون من المستحيل الحصول على أي تحديث للقوات المسلحة الروسية”. 

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/10/window-on-eurasia-new-cold-war-has.html

Share Button