معاهدة كوچوك كاينارجا

معاهدة كوچوك كاينارجا

معاهدة كوتشك كاينارجي Treaty of Küçük Kaynarca وأحياناً تسمى Kuchuk Kainarji في (12 جمادى الأولى 1188هـ = 21 يوليو 1774) كانت معاهدة سلام بين الدولة العثمانية والامبراطورية الروسية إثر حرب الأعوام الستة التي انتصرت فيها روسيا، وقد عُقدت في مدينة كوتشوك كاينارجي والتي صارت فيما بعد دوبروجا ثم مالكا كاينارجا في بلغاريا.

مثلت المعاهدة هزيمة للعثمانيين في صراعهم ضد الروس.[1] وقـَّع على المعاهدة عن الروس الفيلد مارشال پيوتر روميانتسيڤ بينما وقـّع عن الجانب العثماني موصل زاده محمد پاشا.[1]

فهرست [إخفاء] 

1 خلفية

2 أسباب الحرب بين الدولتين

3 ولاية عبد الحميد الأول

4 معاهدة كوتشك كاينارجي

4.1 السيادة على البحر الأسود والمضايق

5 آثار هذه المعاهدة

6 انظر أيضاً

7 الهامش

8 مصادر

خلفية

سادت فترة من السلام بين الدولة العثمانية وروسيا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي بعد حروب طاحنة واشتباكات دامية أثقلت كاهل الدولتين، وكان وراء هذه السياسة السلمية الصدر الأعظم خوجة راغب، بعقده معاهدة صلح مع روسيا العدو اللدود لبلاده.

غير أن هذه السياسة لم تستمر طويلاً، واشتعلت العداوة من جديد، وتربص كل واحد بالآخر، ولم يكن هناك من ينزع فتيل الأزمة بين الدولتين بعد وفاة “خوجة راغب” الصدر الأعظم السياسي المحنك، ولم تكن الدولة العثمانية مستعدة لتحمل تبعات حرب بعد فترة سلام طويلة دامت نحو 29 سنة، لم يقم الجنود العثمانيون خلالها بأي عمليات عسكرية، ففترت همتهم، وضعفت كفاءتهم العسكرية، في الوقت الذي كانت فيه “كاترين الثانية” إمبراطورة روسيا تعد جيشها وتجهّزه للحرب والقتال.

أسباب الحرب بين الدولتين

ثارت الحرب من جديد بسبب اجتياح روسيا لبولندا سنة (1183هـ=1769هـ)، وقيام الرهبان الروس بإثارة الفتنة في صربيا وبلغاريا والجبل الأسود، وكانت تلك البلاد خاضعة للدولة العثمانية فأرسلت الدولة العثمانية إنذارًا إلى روسيا بأن تُخلي بولندا، فلم تستجب، واشتعلت الحرب بين الدولتين، ولم يكن قادة العثمانيين على قدر من الكفاءة، ولا جنودهم مؤهلين تمامًا للقتال، فلحقت بهم الهزائم المتتالية، واستولى الروس على بعض الأراضي التابعة للدولة العثمانية.

وكان الأسطول الروسي في بحر البلطيق، بسبب كون البحر الأسود بحيرة عثمانية مغلقة تفرض الدولة العثمانية سيطرتها عليه، فأبحر الأسطول الروسي إلى المحيط الأطلسي، واجتازه إلى البحر المتوسط، وحين أخبر السفير الفرنسي “الباب العالي” بتحرك الأسطول الروسي، لم يتحرك أحد من القادة والوزراء، ولم يصدقوا أن يقوم أسطول العدو باجتياز تلك البحار إلى المياه العثمانية، وتقابل الأسطولان في شمال جزيرة “ساقيز” ببحر إيجة، واستمر القتال أربع ساعات انتصر بعدها العثمانيون.

ورجع العثمانيون بعد إحراز النصر إلى ميناء جشمة بالقرب من أزمير، وتبعتهم سفينتان صغيرتان من مراكب الروس، وظن العثمانيون أنهما فارتان وترغبان في الانضمام إليهم، فلم يتعرضوا لهما، وما إن دخلا الميناء حتى ألقيا النيران على السفن العثمانية التي كانت ترسو متراصة بعضها إلى بعض فاشتعلت فيها النيران بسرعة، وانفجرت المعدات الموجودة بالسفن، وسرعان ما احترق الأسطول العثماني برمته في (11 ربيع الأول 1184هـ= 5 يوليو 1770م)، وأحدث هذا الانتصار دويًا هائلاً في أوروبا.

وواصل الروس انتصاراتهم فاستولوا على بلاد القرم، وأعلنوا انفصالها عن الدولة العثمانية واستقلالها تحت حماية روسيا، وأقاموا حاكمًا عليها باسم كاترين الثانية إمبراطورة روسيا. واضطرت الدولة العثمانية إلى عقد هدنة مع روسيا في (9 ربيع الأول 1186هـ= 10 يونيو 1772م) غير أن روسيا تعسفت في مطالبها لإمضاء الهدنة؛ إذ اشترطت اعتراف الدولة العثمانية باستقلال تتار القرم، وطالبت بحرية الملاحة لسفن روسيا التجارية في البحر الأسود وجميع بحار الدولة العثمانية، ولما لم تقبل الدولة هذه الشروط انفض المؤتمر الذي عُقد بين الدولتين لهذا الغرض.

ولاية عبد الحميد الأول

وفي وسط هذه الأجواء تُوفي السلطان مصطفى الثالث في (8 ذو القعدة 1187هـ=21 يناير 1774) وتولى خلفه أخوه عبد الحميد خان الأول، ولم يكن خليفة قويًا، أو سياسيًا ماهرًا؛ نظرًا لعدم مشاركته تمامًا في تدبير أمور الدولة أو تولي بعض المناصب فيها، فقد كان رهين القصر طيلة حكم أخيه مصطفى الثالث؛ ولذا لم يكن غريبًا أن تستمر سلسلة هزائم الدولة العثمانية وتتوالى نكباتها ومصائبها، دون أن تجد خليفة قويًا أو قائدًا قديرًا يأخذ بيد الدولة، وينتشلها مما هي فيه من مهانة وضياع، فلأول مرة في تاريخ الدولة العثمانية تتغلب عليها دولة أوروبية بمفردها دون حليف وشريك في حرب شاملة.

كانت الأحوال تسير من سيء إلى أسوأ داخل الدولة العثمانية في الوقت الذي تتلقى فيه هزائمها في الخارج من روسيا، واضطرت إلى طلب الصلح، وعُقد في مدينة كاينارجي ببلغاريا في (12 جمادى الأولى 1188هـ=21 يوليو 1774) أسوأ صلح عرفته الدولة إلى ذلك الحين.

معاهدة كوتشك كاينارجي

جاءت تلك المعاهدة في 28 مادة ومادتين منفصلتين، وقد أورد نصها الزعيم الوطني الكبير محمد فريد في كتابه “تاريخ الدولة العلية”، وبمقتضى هذه المعاهدة الجائرة انفصلت خانية القرم عن الدولة العثمانية، وأصبحت دولة مستقلة، لا ترتبط بالدولة إلا قيام شيخ الإسلام في إستانبول بتنظيم الشئون الدينية للقرم، ونصت المعاهدة على منح الأفلاق والبغدان (رومانيا) الاستقلال الذاتي تحت السيادة العثمانية، مع إعطاء روسيا حق التدخل في اختيار حكامها، وأعطت المعاهدة لروسيا حق رعاية السكان الأرثوذكس الذين يعيشون في البلاد العثمانية، وكان هذا الاعتراف ذريعة لروسيا في أن تتدخل في شئون الدولة العثمانية.

وألزمت المعاهدة أن تدفع الدولة العثمانية غرامات حرب لأول مرة في التاريخ، فدفعت 15000 كيس من الذهب للروس.

السيادة على البحر الأسود والمضايق

وقد أعادت روسيا كلاً من ولاخيا ومولداڤيا إلى الدولة العثمانية، إلا أنها حصلت على حق حماية المسيحيين في الدولة العثمانية[citation needed]، وحق التدخل في ولاخيا ومولداڤيا في حال إساءة العثمانيين الحكم. وقد أُعلِنت القرم مستقلة، إلا أن السلطان بقي زعيماً دينياً للتتار بصفته خليفة المسلمين. وكانت تلك أول مرة يمارس فيها الخليفة العثماني سلطةٌ له خارج حدود الدولة العثمانية وتـُقِرّه على ذلك قوة أوروبية. وقد حصلت روسيا على قبارديا في القوقاز، وسيادة غير محدودة على ميناء آزوڤ، وموانئ كرچ ويني‌قلعه في شبه جزيرة كرچ في القرم، وجزء من منطقة يديسان بين نهري بوگ ودنيپر عند مصب الدنيپر. تلك المنطقة الأخيرة ضمت ميناء خرسون. وبذلك حصلت روسيا على منفذين على البحر الأسود، الذي لم يعد بحيرة عثمانية. فقد كانت هناك قيود مفروضة في 1739 ضمن معاهدة نيش على المنفذ الروسي على بحر آزوڤ منها ازالة أية تحصينات في المنطقة. وحصلت السفن التجارية الروسية على حق المرور في الدردنيل. كما منحت المعاهدة المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين حق الابحار تحت العلم الروسي كما منحت حق إنشاء كنيسة أرثوذكسية روسية في اسطنبول (والتي لم تُبنى قط).

آثار هذه المعاهدة

على الرغم من أن معاهدة كيتشك كاينارجي لم تفقد تركيا سوى أراض قليلة، فإنها تعد من أسوأ المعاهدات التي وقّعتها الدولة على امتداد تاريخها، حيث رفعت روسيا دفعة واحدة إلى مصاف الدول القوية بعد إنجلترا وفرنسا، وأنزلت الدولة العثمانية من القمة إلى السطح، وأنهت سيطرة الدولة العثمانية على البحر الأسود باعتباره بحيرة عثمانية، وكانت بداية طريق الضعف والاضمحلال، وظهور ما يُسمَّى بالمسألة الشرقية، وبناء على ذلك بدأت الدولة تفتح صفحة جديدة في تاريخها، بالبحث عن وسائل الإصلاح. ولوجود جيش مغلوب فكان الطبيعي أن يؤمن العثمانيون بأن الإصلاح ينبغي أن يبدأ من الجيش. كما بدأ الشعور بالانكسار مركب نقص تجاه الغرب، والشعور بالحاج للتعلم منه والاقتداء به وطلب عونه.

انظر أيضاً

الحروب التركية الروسية

قائمة المعاهدات

تدويل نهر الدانوب

الهامش

^ أ ب (لغة تركية) Ömer Lütfi Barkan (1985). Ord. Prof. Ömer Lütfi Barkan’a armağan. Istanbul University. p. 48.

^ Uyar, Mesut; Erickson, Edward J. (2009). A military history of the Ottomans: from Osman to Atatürk. ABC-CLIO. p. 116. ISBN 0275988767, 9780275988760 Check |isbn= value (help). “Ahmed Resmi Efendi (1700–1783) was an early example of this new generation. After classical scribal training Ahmed Resmi served as ambassador to Vienna (1757–1758) and Berlin (1763–1764). Additionally, he performed important administrative duties at the front during the disastrous Ottoman-Russian was of 1768–1774, and he was the chief Ottoman negotiator of the Kucuk-Kaynarca peace treaty. Thanks to this unique combination of experiences he witnessed the direct results of the empire’s structural problems and was familiar with its military deficiencies.”

مصادر

عبد العزيز محمد الشناوي: الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة – 1984م.

يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية – منشورات مؤسسة فيصل للتمويل – إستانبول – 1988م.

علي حسون: تاريخ الدولة العثمانية – المكتب الإسلامي – بيروت – 1415هـ=1994م.

محمد فريد: تاريخ الدولة العلية – تحقيق إحسان حقي – دار النفائس – بيروت – 1403هـ=1983م.

المعاهدات العثمانية

العثمانية البندقية (1416) | العثمانية البيزنطية (1420) | إدرنه-سگد (1444) | العثمانية البندقية (1479) | اسطنبول (1533) | الفرنسية-العثمانية | أدريانوپل (1547) | أماسيا (1555) | أدريانوپل (1568) |

فرحات پاشا (1590) | نصوح پاشا (1612) | زيتڤاتوروك (1606) | سراو (1618) | خوتين (1621) | قصر شيرين (1639) | ڤسڤر (1664) | بوجاش (1672) | زوراڤنو | بخچي‌سراي |

كارلوڤچه (1699) | اسطنبول (1700) | پروت (1711) | پساروفچا (1718) | اسطنبول (1724) | أحمد پاشا (1732) | اسطنبول (1736) | بلگراد (1739) | كردن (1746) | كوچوك كاينارجا (1774) | آينالي‌قوَق (1779) |

زشتوڤي (1791) | ياش (1792) | العريش (1801) | القلعة السلطانية (1809) | بوخارست (1812) | أرضروم الأولى (1823) إدرنة (1829) | كوتاهية (1833) | هنكار إسكله سي (1833) | بلطة ليمان (1838) | لندن للمضائق (1841) | أرضروم الثانية (1847) | پاريس (1856) | سان ستيفانو (1878) | برلين (1878) | اسطنبول (1885) | القسطنطينية (1888) | اسطنبول (1897) | اوشي (1912) | لندن (1913) | اسطنبول (1913) | أثينا (1913) | مندروس (1918) | سيڤر (1920) 

http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9_%D9%83%D9%88%DA%86%D9%88%D9%83

_%D9%83%D8%A7%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D8%A7

Share Button