نافذة على أوراسيا: مرة أخرى، خطوة أخرى للكرملين محفوفة بمخاطر محتملة ضد الجمهوريات غير الروسية

الأربعاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 

نافذة على أوراسيا: مرة أخرى، خطوة أخرى للكرملين محفوفة بمخاطر محتملة ضد الجمهوريات غير الروسية 

بول غوبل (Paul Goble) 

ترجمة: عادل بشقوي

6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014

             ستاونتون 5 نوفمبر/تشرين الثاني – وافق مجلس الفيدراليّة الرّوسيّة على مشروع قانون يدعو جمهوريات الحكم الذاتي إلى توسيع أنشطتها القوميّة – الثقافية في البلاد، من خلال المشاركة في التكيف الاجتماعي للعمّال العظام (gastarbeiters) وغيرهم من المهاجرين، وهو تحرك تستعد القليل منها القيام به ولكن تحرّك يرفع من مكانتها مقارنة بالجمهوريات الإقليمية غير الروسية. 

             فمن ناحية، زعماء الجمهوريات غير الروسية يعرفون بالتأكيد، بأن ذلك يمكن أن يكون خطوة أولى لحملة تقوم بها موسكو من أجل تخفيض شأن الجمهوريات غير الروسية أو حتى إلغائها، ويقول المسؤولون الروس أن استقلال ذاتي للثقافة -القومية يمكن أن يفي بغرض ما تفعله الجمهوريات.

             من ناحية أخرى، وبالضّبط بسبب هذا الخطر على وجودها، فإن من المرجح أن تحاول الجمهوريات غير الروسية أن تعمل على تطوير علاقات أوثق مع الكيانات القومية – الثقافية شبه المستقلة لجماعاتها العرقية واستخدام مثل هذه الروابط لإحداث ضغط إضافي للتأثير على موسكو أو على الأقل لمنع التحركات ضدها. 

             وكما تذكر ايلينا ميجون (Elena Meygun) في تقريرها على نازاسنت آر يو (Nazaccent.ru) اليوم: “في البداية، [وفقا لأحكام التّشريع الذي أوجدها] تم إنشاء كيانات استقلال ذاتي للثقافة – القومية للحفاظ على الثقافة العرقية” لأعضاء من قوميّات يشكّلون أقليات في مناطق ومدن معينة (nazaccent.ru/content/13742-novye-gorizonty.html).

             “إن منطق التشريع [الجديد] واضح” ويعيد تعريف طبيعة هذه الهيئات من باب الإحتمال على الأقل بأنّهُ من غير المرجح أن الكثيرين يرغبون في القيام بمثل هذه الواجبات. وتقول أنّه وفقا لاستطلاع أجرته {نازاسنت آر يو} في الصيف الماضي، فهم لا “يتلوّعون حرقة في رغبتهم” للقيام “بمثل هذا العبء”. 

             وتلك قلة تريد فقط أن تعمل مع المهاجرين الّذين هم من جماعتهم العرقية. وهكذا، فإن كيان الحكم الذاتي القومي للغجر (Roma) يرغب في العمل مع الغجر والأوكرانيين مع الاوكرانيين. على الأقل في الوقت الراهن، فإن أيا منها سوف تشعر بأنها مجبرة على تغيير الاتجاه لأنه كما أشار أحد القادة، لا يتطلب القانون أن تفعل ذلك ولكن فقط يوفّر لها الفرصة.

             وعلاوة على ذلك، لا يوفر التشريع الجديد تمويلاً كلياً لهذا الجهد. إلا أنّ، كيانات استقلال ذاتي للثقافة – القومية تُسْتَحث للتقدم بطلب مِنَح رئاسية. سيحصل عليها البعض ولن يحصل عليها البعض الآخر. وإذا أرادت الدولة أن يتم ذلك، فإنه حسب أميل ساركاروف (Amil Sarkarov)، رئيس مجموعة ليزغين (Lezgin) في موسكو، ينبغي أن “يُحفّز هذا النشاط” من خلال تمويله. 

             ويشير ميجون (Meygun) بأنّه ما لم يحدث ذلك، فإن من غير المُرجّح أن تفعل هذه المجموعات الكثير. حيث أن معظمها يعاني نقصا في التمويل وغير ذات فعّالية في أفضل الحالات، وفقا لبحث أجراه محمد عمروف (Magomed Omarov)، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو الحكومية، وحتّى في العديد من الأماكن، يعلم بوجودها فقط الخبراء والحكومة وخمسة في المئة من السكان.

             ويقول عمروف بأنّهُ من الواضح، أن الدولة تحتاج إلى الاستفادة من مثل مؤسسات المجتمع المدني هذه، من أجل المساعدة في حل مشاكل روسيا، ولكن من غير المحتمل أن تجد كيانات الاستقلال الذاتي للثقافة – القومية قادرة على فعل الكثير إلا إذا وفّرت لها المزيد من الأهمّيّة ومن الموارد. إن العديد من الجمهوريات ستكون ضد ذلك، مما يمهّد الطريق لنزاعات جديدة بينها وبين المركز. 

المصدر: 

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/11/window-on-eurasia-yet-another.html

Share Button