نافذة على أوراسيا: يقول محلل موسكوفي أن داغستان ستصبح “سوريا ثانية”

الجمعة 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2014

نافذة على أوراسيا: يقول محلل موسكوفي أن داغستان ستصبح “سوريا ثانية”

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

10  نوفمبر/تشرين الثاني 2014

             ستاونتون 7 نوفمبر/تشرين الثاني – تحت تأثير وسائل الإعلام في موسكو، اعتاد الروس على التفكير بأن المسلحين المناهضين لروسيا في شمال القوقاز هم من الرجال الملتحين الذين يقاتلون في الغابات. لكن  يقول فلاديسلاف مالتسيف (Vladislav Maltsev) أن الأحداث الأخيرة في داغستان تشير، إلى أنه في تلك الجمهورية، هم الآن حركة في الشارع الحضري قادرة على محاربة الحرس القديم المحلي.

             ويقول مالتسيف الذي يتابع الشؤون الدينية في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا (Nezavisimaya gazeta)“ أن هذا الاتجاه قد ذهب إلى أبعد حد بحيث أنّه من الملائم تماما الحديث عن “ثورة إسلامية حدثت دون أن يلحظها أحد” في داغستان وحتى عن ظهور “سوريا أخرى” ضمن حدود الفيدراليّة الرّوسيّة ( http://www.ng.ru/columnist/2014-11-06/2_dagestan.html).

             في 31 أكتوبر/تشرين الأوّل، اعتقلت الشرطة الدّاغستانيّة العديد من الأشخاص الذين كانوا قد خرجوا للتو من أحد المساجد السلفية في محج قلعة. لكن بدلا من تخويف الحضور الآخرين، فإن هذا الإجراء الرسمي أدى بالمصلّين المتبقّين للخروج وتطويق سيارات الشرطة. وردت الشرطة بإطلاق النار في الهواء، لكن حتى ذلك لم يسبب في تراجع المسلمين.

             ويشير مالتسيف أنّه بدلا من ذلك، دفعت هذه المقاومة بالسلطات لإرسال عدد أكبر من كبار الضباط الى الموقع والبدء في مفاوضات مع أولئك الذين كانوا يهاجمون تصرفات الشرطة.

             ويشير أن “شيئاً مماثلاً حدث بالفعل في يوم 26 سبتمبر/أيلول في مسجد تاريخي في موسكو”، وأثار ذلك الإجراء حواراً صاخباً في المواقع الإسلاميّة على شبكة التواصل الاجتماعي. لكن أحداث موسكو كانت “مجرد نسخة باهتة” لما كانت عليه في داغستان حيث تصرف الناس بشكل مماثل لما فعلته جماعة الإخوان المسلمين في مصر في وقت سابق.

             كان صدام 31 أكتوبر/تشرين الأوّل ليس فريداً من نوعه. حيث أن قبل ثلاثة أسابيع، احتجزت الشرطة الداغستانية نادر أبو خالد (Nadir Abu Halid)، وهو أحد قادة السلفيين الأكثر شعبية في محج قلعة. التقى أتباعه وقرروا تحريره من خلال تطويق مركز الشرطة الّذي كان محتجزاً به والمطالبة بأن يتم إطلاق سراحه.

             ويقول مالتسيف، كانت الجهود المبذولة لتفريق الحشد فاشلة، وهكذا أرسلت السلطات حتّى مزيداً من كبار المسؤولين لبدء مفاوضات. في الوقت نفسه، حشدت الشرطة كما نشر المسلمون الداغستانيّون على مواقعهم على الانترنت: ”الله أكبر، سوف تبدأ سورية أخرى في داغستان قريبا”.

             ويتابع الصحافي الموسكوفي بأنّه ينبغي أن يذكر أن “الحرب الأهلية في سوريا التي لم تنته بعد، بدأت في مارس/آذار من عام 2011 باضطرابات في درعا حيث أن المحتجين الذين كان مركزهم في المسجد العمري هاجموا مراكز الشرطة. وكان الدور الرئيسي في هذه الاضطرابات … للمسلمين السلفيّين وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين”.

             ويقول مالتسيف أنه في أعقاب مواجهات محج قلعة، أعلن علي شارينسكي (Ali Charinsky)، الناشط الإسلامي الذي شغل منصب المتحدث باسم الجالية الإسلامية في موسكو في وقت أحداث سبتمبر/أيلول، أن “الحل لجميع مشاكل مسلمي روسيا هو إجراء سياسي إجتماعي”، وهو بيان يقول الصّحافي إنّه دعوة لهم للنّزول الى الشوارع.

              داغستان بعيدة وهي أبعد جمهورية إسلامية في شمال القوقاز: وفيها أكثر مساجد من حيث نصيب الفرد من أي مكان آخر، وهي تقوم بإرسال عدداً غير متناسب إلى حد كبير من المؤمنين نسبة لعدد السّكّان، إلى مكة المكرمة بقصد الحج  خلال السنوات الأخيرة. وعلاوة على ذلك، فإن الإسلام يلعب الآن كما كان في العصور القديمة القوة الموحدة الرئيسية في الجمهورية والّتي هي الأكثر تعدّداً للقوميات في روسيا.

             لكن في الماضي، كانت المقاومة الأقوى للسيطرة الروسية هناك قد تركزت في مناطق الريف الجبلية التي يصعب الوصول إليها. الآن، فإن المقاومة تتحرك نحو المدن الكبرى، مشكّكة بقدرة موسكو على الحفاظ على السيطرة على المنطقة الهامّة والمطلة على ساحل بحر قزوين الّتي تمتد على مفترق طرق لشبكات النقل الرئيسية بين الشمال والجنوب.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/11/window-on-eurasia-daghestan-becoming.html

Share Button