“لماذا لا تقيم موسكو مؤسّسة لاستعباد غيرها من البلدان؟”

الاثنين 2 فبراير/شباط 2015

“لماذا لا تقيم موسكو مؤسّسة لاستعباد غيرها من البلدان؟”

بول غوبل (Paul Goble)

 ترجمة: عابل بشقوي

7 فبراير/شباط 2015

             ستاونتون، 2 فبراير/شباط – لماذا لا تمتلك روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة معهداً خاصاً لإنتاج المتخصّصين الذين يعرفون كيفية “استعباد بلدان أخرى”، ويقومون بتنظيم الثورات الموالية لموسكو، والإستيلاء على السلطة عن طريق الإنقلابات، والقيام بتصدير “أيديولوجية موالية لروسيا” تخصّهم؟

             تم طرح ذلك السؤال المثير اليوم من قبل كلٍ من أرلان إسنالييف (Erlan Esenaliyev) وإرميك تيشيبيكوف (Ermek Taichibekov)، فكلاهما صحفيان من العرقية الكازاخستانيّة ويعتبران نفسيهما بفخر من الامبرياليين الروس ويجادلان بأن الوقت قد حان لأن تؤسّس روسيا شيئا من قبيل مركز تدريب فقط بحيث أنها لن تكون في حيرة لمعرفة كيفية تصدير ثوراتها (zonakz.net/blogs/user/ermek_taychibekoff/35245.html).

             ما هو مهم حول هذا المقال ليس لأنه يدل على ما توشك موسكو القيام به — على الرغم من أن البعض قد يقول انها اتخذت بالفعل العديد من الخطوات في هذا الاتجاه — بل باعتباره مؤشرا على التوسع الجذري في الأشهر الأخيرة عما يعتقده الناس في ذلك العالم الروسي بأنّه من المعقول تماما أن يقال.

             قبل سنة أو حتى قبل ستة أشهر، لم يكن حتى أكثر الإمبرياليين الروس ليطرح السؤال الّذي طرحه إسنالييف وتيشيبيكوف، بالتالي، وتماما كما انتشرت أفكار الكسندر دوغين وأمثاله الخطيرة في صلب الأفكار مثل تلك التي تخص هذين الإثنين كذلك.

             وتماما كما انتهج فلاديمير بوتين في أوكرانيا سياسة تتألّف من خطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، لتوحي للبعض في الغرب أنه حصيفاً، وأن ظهور مثل هذه المقالات قد يجعل من الممكن أن الكثيرين في روسيا ومن ثم في الغرب قد يجدوا أفكاراً أخرى أقل فظاعة على أنّها أكثر قبولاً مما لو قيلت الأفكار الأكثر فظاعةّ.

             ويقول إسنالييف وتيشيبيكوف في مقالهما، بأن الأحداث في أوكرانيا خلال السنة الماضية تظهر أن [الروس] لا يوجد لديهم أي تقنيات متطورة للاستيلاء على دول بأكملها، وبالتالي لم يكونوا قادرين كما ينبغي للقدوم إلى مساعدة القوات الموالية لموسكو، التي تقع بالتالي ضحية “لأعداد صغيرة من النازيين الأوكرانيّين والمناوئين لروسيا”.

             التفكير في أنه يمكن لروسيا التعايش مع أفكار صلحت قبل قرن من الزمن أو أكثر، حيث يقول الإثنان أن أي شيء مثل أتامانشتشينا (atamanshchina) هو خطأ. “القرن الحادي والعشرين يتطلب أساليب جديدة تماما، وأكثر معاصرة، وأكثر تقدماً، وأكثر تيقّناً لتحقيق نتائج ضروريّة”.

             ويقول إسنالييف وتيشيبيكوف أن روسيا جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء في الإتحاد الأوراسي (Eurasian Union)، في حاجة الى معهد خاص بحيث يمكن إعداد متخصصين “متناسقين وعلى مستوى عالٍ من الإحتراف”  وسوف يعرفون كيفية “توسيع” حدود روسيا، ودخول “أي ركن من أركان العالم في وقت قصير وبالحد الأدنى من التكاليف”، و”استبدال أي نظام سياسي” لا تودّهُ موسكو.

             ثم، يقولان، إذا كان يراد إنشاء مثل هذا المعهد، وإذا كان يراد له أن يعمل “على نظام ناقل”، فإن بعد “عشر سنوات من الآن، يمكن أن تمتد حدود روسيا إلى حد كبير. ويمكن للناس مرة أخرى في جميع أنحاء العالم أن يتحدّثوا عن الروس كأمة عظيمة، وسوف تصبح روسيا مرة أخرى كما كانت من قبل قوة عالميّة عظمى”.

             ويقولون، ببساطة فإن تمركز القوات في الجمهوريات السوفياتية السابقة ليس كافياً، لأن هذه القوات “تقبع في ثكناتها ولن يكون في وسعها زيادة المواقف الموالية لروسيا بين السكان”. لكن سيكون أكثر فعالية بكثير إرسال “ألف من المتخصصين في توسيع حدود النفوذ الروسي” هناك وفي أماكن أخرى على حدٍ سواء — بما في ذلك في الولايات المتحدة والإتّحاد الأوروبي.

             ووفقا لهذين الكاتبين، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا قد دأبتا على فعل ذلك منذ فترة طويلة. “ونحن نرى كيف أنهم يستولون على الأسواق، والأراضي، ومواقع التجارة، وتأثير سلعهم وخدماتهم التي يقدموها. [إنهم] منهمكون في نظام الاستعباد  هذا منذ قرون”، ومع “النتيجة التي نعرفها”. ويقول الإثنان أن باستطاعة روسيا القيام بما هو ليس أقل من ذلك. 

             ويكتبان أن “كثير من المحن الأخيرة لروسيا ورابطة الدول المستقلة”، لا تعكس فقط إجراءات الأعداء الأجانب والفساد. بل يصر الإثنان، “في المقام الأول انها نتاج عدم وجود مؤسّسات نظامية للاستعباد وتوسيع مناطق النفوذ”.

             ويقول إسنالييف وتيشيبيكوف أنّهُ يجب على روسيا أن تتحرك الآن في هذا الاتجاه، لأنه إذا لم يحدث ذلك، فسوف تجد نفسها تطعم الآخرين بدلا من إطعام نفسها منهم.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.co.uk/2015/02/why-doesnt-moscow-set-up-institute-for.html

Share Button