حيث سرق المدراء الرّوس سكّة الحديد وباعوا قضبانها ودعّاماتها لإثراء أنفسهم

الجمعة فبراير/شباط 2015 

حيث سرق المدراء الرّوس سكّة الحديد وباعوا قضبانها ودعّاماتها لإثراء أنفسهم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

8 فبراير/شباط 2015

             ستاونتون 6 فبراير/شباط – يعطي البعض الفضل لفلاديمير بوتين لإصدار أمر لاستعادة خدمة القطارات الكهربائية في مناطق روسيا، ولكن يشير البعض الآخر إلى أن ما سمح به زعيم الكرملين أن يحدث الآن مع خطوط السكك الحديدية يجري أيضا في مجال الصحة العامة، والتعليم، وغيرها من الخدمات العامة.

             وبالتالي، عندما وضع بوتين ثقته بمديري السكك الحديديّة وتساؤله: “هل فقدتم عقولكم؟” عند معرفته قرارهم لإنهاء الخدمة بعدما أوقفت موسكو الإعانات وكانت الحكومات الإقليمية غير قادرة على اعتقالهم، ويجيب بعض الروس على سؤال بوتين بالإيجاب — مع شمول بوتين في هذا الجواب.

             وبعد خصخصة العديد من خطوط السكك الحديدية في روسيا في سنوات التّسعينيّات من القرن الماضي، دفع العديد من المالكين الجدد لأنفسهم مثل هذه المرتبات الباهظة حيث تركوا خطوطهم غير قادرة على تحقيق الربح، وسرعان ما لجأوا إلى بعض التكتيكات المذهلة قبل أن يغلقوا الخطوط ويتركوا الروس في تلك المناطق بدون وسيطة نقل.

             ووفقا لألبرت سبيرانسكي (Albert Speransky)، رئيس مجلس المبادرات العماليّة (Worker Initiatives Council)، فإن أحد الخطوط من هذا القبيل بطول 120 كيلومترا في ألتاي (Altay) تم تفكيكه مؤخراً من قبل المالكين الجدد الذين باعوا كل القضبان والدّعامات وغيرها من المعدات لدفع مرتباتهم، تاركين الناس على طول الخط دون وسيلة نقل. ولم تفعل السلطات أي شيء (forum-msk.org/material/news/10689761.html).

             ويقول سبيرانسكي أن بوتين كان على صواب في القول إن رجال الأعمال الرّوس قد ”فقدوا عقولهم”، لكن يعجز زعيم الكرملين في أن يعترف بأن “الشيء نفسه يحدث ليس فقط في السّكك الحديديّة الرّوسيّة ولكن في الرعاية الصحية [الروسية] والتعليم وفي الفروع الأخرى. وهناك  أيضاً من الناس من فقدوا عقولهم وتركوا مواطنينا في حالة ميؤوس منها”.

             ويقول سبيرانسكي، ما هو ضروري هو “استعادة ليس فقط خطوط السكك الحديدية الكهربائية لعملها ولكن أيضا طرد أولئك الذين قاموا بإلغاء هذه القطارات في المقام الأول. إذا لم يتم إزاحة هؤلاء البيروقراطيّين، عندها في الغد سوف يفكّرون ببساطة في وسيلة جديدة لجعل الناس يعانون”. وعلى بوتين أن يعرف هذا لأن العديد من الروس قد كتبوا له.

ربما هو لا يقرأ هذه الرسائل؟ حسبما يخمّن ناشط المبادرات العمّاليّة.

             ثم يعطي سبيرانسكي بعض الوقائع الحقيقية المرعبة حول عواقب اغلاق نظام السكك الحديدية الكهربائية، وفي الطريقة التي سلكها رؤساء السكك الحديدية الروسية للاعتناء بأنفسهم على حساب الشعب والدولة، وكذلك مختلف الإجراءات الاحتجاجية التي وقعت بالفعل في جميع أنحاء البلاد في محاولة لإجراء تغيير.

             في إقليم بسكوف (Pskov oblast)، قطع القرويّون طريقاً سريعاً لأن مواطنة منهم تعاني مرضاً يتطلب أن تسافر إلى مركز الإقليم، وهو الأمر الذي لا تستطيع أن تفعله في فصل الشتاء من دون نظام القطار الكهربائي. ويقولون أنّهُ بدون هكذا رحلات، سوف تموت لأن سيارات الإسعاف لا يمكنها الوصول إلى قريتها عبر الطّرق السّيئة هناك.

             لسنوات خلت، كان القطار الكهربائي بمثابة “الملاك الحارس” لها ولكن قررت السكك الحديدية بأن ذلك كان غير ذي صلة لأنها لم تكن تحقق أرباحاً. وهكذا، فقد وضعت هي وقريتها في وضع مكان ما خارج دائرة القطب الشمالي على الرغم من أنهم يعيشون في “الجزء الأوروبي” من روسيا “وتحديداً عند بوابة الحضارة الغربية”.

             وفي فولوغدا (Vologda)، وتشيليابينسك (Chelyabinsk)، وتشيبوكساري (Cheboksary) قدم الناس للإحتجاج على إغلاق خطوط السكك الحديدية الكهربائية وللمطالبة بأن يعاقب هؤلاء الّذين يقفون وراء هذا القرار، وليس إعادتهم ببساطة. وأشاروا إلى أن إغلاق الخطوط يؤدي إلى إغلاق المدارس الرّيفيّة، والمرافق الطبية، وحتى ببساطة إمكانية البقاء على قيد الحياة في مناطق روسيا الرّيفيّة.

             في إحدى القرى في إقليم نوفغورود (Novgorod)، قرر السكان أن الوسيلة الوحيدة لهم لأن يكون بإمكانهم أن يكونوا قادرين على الوصول الى المدينة الآن هي بواسطة الحصان لأن القطارات قد توقّفت. وقال سبيرانسكي، وهكذا امتلكوا حصاناً، وذلك يرمز إلى أن أرضهم عادت إلى العصور الوسطى.

             وفي الوقت نفسه واصل مدراء السكك الحديدية الروسية الدفع لأنفسهم أكثر، وأخذوا المزيد من المال من الدولة من خلال إنشاء شركات تابعة قامت باستئجار منشآت بأسعار مُبالغ فيها، ورفضوا أن يعلنوا ما كانوا يفعلون، وفي حالة رئيس السكك الحديدية الرّوسيّة الّذي قال انه سيستقيل اذا اضطر للكشف عن حجم الاموال التي جناها.

              ويخلص سبيرانسكي إلى أن خطوط السكك الحديدية، كانت دائما خطوط حياة روسيا، ولكن الآن هذه “الشرايين والأوردة” يجري قطعها باسم الربح. وأضاف فإن العودة عن قرارات إغلاق خطوط معينة يعتبر خطوة ضرورية لكنها غير كافية، للتغلب على ما تزال موسكو تدعوهُ “إصلاحاً”.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/02/where-russian-bosses-stole-railroad-and.html

Share Button