الثلاثاء 10 فبراير/شباط 2015
عزل روسيا أو عزل بوتين؟
بول غوبل (Paul Goble)
ترجمة: عادل بشقوي
10 فبراير/شباط 2015
ستاونتون، 10 فبراير/شباط – يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن روسيا تصبح في عزلة متزايدة نتيجة لتصرفات موسكو واستجابة الغرب لها وسوف تزداد أكثر من ذلك اذا استمر في عدوانه، ولكن هذا ليس كما يبدو لفلاديمير بوتين الذي يرى أن القادة الغربيين مستعدون دائما للمجيء إلى موسكو للقاء معه.
هذا التوتر — بين الرغبة في عزل وحتى معاقبة روسيا على ما تقوم به في أوكرانيا ورغبة قوية على قدم المساواة من أجل حل المشكلة التي تعكس في حالة التحدث مباشرة مع بوتين – نقصاً جوهرياً في فهم ما يهتم به زعيم الكرملين وما سوف يؤثر على تفكيره.
لقد أظهر بوتين مرارا وتكرارا أنه لا يهتم بما يحدث للشعب الروسي — على الأقل داخل الفيدراليّة الرّوسيّة — لكنه يهتم بعمق أنه يعامل كزعيم بشكل مساوٍ لتلك القوى الكبرى الأخرى وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية. وبالتالي، إذا كان الغرب ليكون له آي تأثير عليه، فإنه يتطلب إعادة تركيز الجهود لعزله هو وليس روسيا.
على أقل تقدير، هذا يعني أنه يجب على الحكومات الغربية أن تتحدث الى موسكو فقط على مستوى دبلوماسي أدنى بكثير. كل لقاء في موسكو أو مينسك مع بوتين حيث يهرع الزعماء الغربيين للحضور يعزز رأي بوتين بأن ما يهم هو النخب فقط، مع مزيد من الأضرار الجانبية التي تعزز مكانته بين الرّوس.
في الوقت الذي يجعل السفر على متن طائرة يجعل مثل هذه الزيارات أسهل من أي وقت مضى، وعندما أصبحت المحادثات الهاتفية بين القادة هي النموذج المعتمد، وعندما تتوقع المجتمعات العامة والمتخصّصة في معظم البلدان من مسؤولهم رفيع المستوى أخذ زمام المبادرة، فإن الحد من الاتصالات مع بوتين مع الحفاظ على التواصل مع روسيا لن يكون سهلاً.
ولكن من الضروري للغاية أن يحاول القادة الغربيين، وبعكس ذلك هم يعطون بوتين شيئاً لا يستحقه، من حيث الزيف أو حتى واقع المساواة في المعاملة من قبل قادة الديمقراطيات الغربية، وعدم اعطاء الشعب الروسي فرصة لرؤية أن الغرب يُحمّله ولكن ليس الشعب الروسي باعتباره المسؤول كليا عن جرائمه في أوكرانيا.
المصدر:
http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/02/isolating-russia-or-isolating-putin.html
