الشركس يسلمون خطاباً إلى البرلمان الإستوني

الشركس يسلمون خطاباً إلى البرلمان الإستوني

——————————————-

المجلس الشركسي العالمي

إلى: أعضاء البرلمان الإستوني الكرام،

    كأفراد من الأمة الشركسية نتكلم نيابة عن الكثيرين من أمتنا في الوطن والشتات. نعرب عن خالص الاحترام وأطيب التمنيات للشعب الاستوني. ويقدر الشركس هذه الفرصة ليقدموا لكم الحقائق عن استمرار مأساة أمتنا.

   إن محنة أمتنا الشركسية، باعتبارها واحدة من أكثر الأمم في العالم قدماً والأكثر أصالة في القوقاز هي بالتأكيد واحدة من أتعس حقب الإنسانية. إن الجشع الإمبريالي الروسي الخبيث والمستمر على مدى السنوات ال 151 الماضية قد استبعد أمتنا تقريباً عن الوجود. يعيش تسعين في المئة من شعبنا في شتات متناثر عبر العالم ولا يسمح له بالعودة الى الوطن. وقد سمح لأقل من عشرة في المئة البقاء في وطننا الأم. إن ذلك يفرض عواقب وخيمة على حاضر ومستقبل أمتنا الّتي أصبحت ضحية. إن الإبادة الجماعية التي سدّدتها لنا الدولة الروسية، أدّت إلى القضاء على أكثر من نصف عدد شعبنا، وبالتالي أدّى ذلك إلى دفع الناجين الباقين نحو التطهير العرقي والنفي القسري. وقد حرم المقيمين في الشتات من أي ارتباط مباشر مع الثقافة والتاريخ والعلاقات مع إخواننا وأخواتنا في شركيسيا.

   إن سياسات الدولة الروسية السابقة والحالية تتسم في انتهاك مباشر واضح لكافة القوانين والاعراف الدّوليّة. بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي، وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية.

    أكثر من مائتي ألف من العرقية الشركسية يعانون اليوم نتيجة للحرب الأهليّة الدامية في سوريا. لقد تم التدميرالتام لما لا يقل عن  22 قرية وتجمّع سكاني شركسي كبير. وقد اضطر عشرات الآلاف من الشركس للعيش دون مأوى أو طعام أو رعاية طبية.

   جزء صغير فقط من هذه الأقلية العرقية الأوروبيّة الصغيرة المضطهدة استطاع النجاة من الحرب الأهلية والعودة إلى شركيسيا للعيش في أمان نسبي في وطننا الأم. ومع ذلك، يخضع جميع العائدين إلى تدابير مفتعلة تتصف بالتمييز من قبل السلطات الهادفة إلى إجبارهم لترك وطننا الأم وتثبيط عزائم الشّركس الآخرين الذين يعانون ويفكّروا بالعودة إلى الوطن.

    على الرغم من التاريخ المأساوي والمظلم بخصوص الإبادة الجماعية الشركسية التي تعرّضنا لها، قامت روسيا بتقديم رقاع الدعوة للعالم للمشاركة في احتفالات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي على مقابر شعبنا الجماعية. وتخطط روسيا اجراء المزيد من الاحتفالات في سوتشي خلال الأحداث المقبلة لكأس العالم لعام 2018 وكذلك سباق “الفورمولا ون” للسيارات  في أكتوبر من عام 2015.

    لقد دمرت روسيا كافّة المقابر الجماعية والأماكن المقدسة التاريخية للضحايا من أبناء شعبنا من أجل محو أي أثر لجريمتها التاريخية، والعمل على حرماننا من إقامة الذّكرى التي يجب علينا أن نجريها كونها جزءا من ثقافتنا وتقاليدنا لتذكر الرجال والنساء والأطفال الذين أزهقت أرواحهم في الإبادة الجماعية الشّركسيّة.

    يحدث كل ذلك في حين أن أوضاع حقوق الإنسان للشركس في شمال القوقاز قاسية وتتدهور نتيجة لسياسات روسيا المعادية التي تستهدف الوطن الشركسي وأي نشاط لحقوق الإنسان.

    والشركس اليوم في أمس الحاجة لجعل العالم الحر على اضطّلاع بمأساة شعبنا الدائمة وأن يدعم الشّرفاء في العالم قضيتنا.

    ندعو شعب استونيا الممثل ببرلمانه باتّباع نهجٍ مماثل كان قد اتّبعه برلمان شعب جورجيا للاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية والتطهير العرقي الذي جرى لشعبنا واعتبار ذلك بمثابة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.

موقّعين:

عادل بشقوي                                                                      الدكتور نصرت باش

اياد يوغار                                                                          سردار باش

تالين، استونيا.

4 يونيو/حزيران 2015.

1433519721_estoniya-2

Share Button