باحثة من موسكو تقول: دعم الكرملين للاجئين من أوكرانيا وليس للشركس من سوريا، يزيد من حدّة المشاعر المعادية لروسيا في شمال القوقاز

الجمعة 5 يونيو/حزيران 2015

باحثة من موسكو تقول: دعم الكرملين للاجئين من أوكرانيا وليس للشركس من سوريا، يزيد من حدّة المشاعر المعادية لروسيا في شمال القوقاز

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

8 يونيو/حزيران 2015

            ستاونتون، 5 يونيو/حزيران — وفقا لإيرينا بابيتش (Irina Babich)، فإن التباين بين مستوى الدعم الذي يعطيه المسؤولين الروس للاجئين من أوكرانيا والإنعدام التام لمثل هذا الدعم للشراكسة الفارين من سوريا يؤدي إلى اشتداد النزعة القومية المناهضة لروسيا بين الشركس في شمال القوقاز.

وتقول بابيتش، وهي باحثة كبيرة في معهد موسكو لعلوم الأعراق والإنسان (Institute of Ethnology and Anthropology)، إن الشركس في المنطقة يردّون على هذا النحو لأنهم يعتبرون أن هذه النزعة الأخيرة هي كأحدث مثال “لتاريخ الإمبراطورية الروسية”، بما في ذلك طرد الشركس إلى الإمبراطورية العثمانيّة في عام 1864 (kavkazgeoclub.ru/content/adygskiy-vopros-segodnya).

وبالتالي، فإنها تشير إلى أن الشركس العاديين هم بالتالي أكثر تقبلا للحجج التي تفيد بأن أسلافهم كانوا ضحايا للإبادة الجماعية، وهو رأي عمل به زعماء الشركس في الشتات منذ زمن طويل وهم يكسبون الآن نجاحا متزايدا في الخارج، وكان آخرها في تركيا وإستونيا.

تعليقات بابيتش على هذه النقطة ذات أهمية خاصة لأنها جاءت في سياق مقابلة أعطتها إلى يانا أميلينا (Yana Amelina) من  نادي القوقاز الجيوسياسي (Caucaus Geopolitical Club) الذي يهدف إلى تعزيز الأفكار التي تتلاشى الآن وتبين أن الشركس منقسمين بشأنها كثيراً وهي مسألة الإبادة الجماعية، التي اكتسبت إهتماماً دولياً في الفترة التي سبقت أولمبياد سوتشي.

بينما تعترف “من وجهة النظر العرقية”، أن الشركس لديهم الكثير من القواسم المشتركة، حيث أنّهم يبقون منقسمين سياسياً من خلال الجمهوريات التي أوجدها ستالين. ويستمر هذا الوضع على المستوى السياسي “على الرغم من رغبة جامحة من بعض القادة السياسيين لتوحيد الشركس” وتعزيز الطلب على “الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية”.

وتقول، في الواقع، فإن “فكرة الوحدة الشركسية ظهرت فقط في العقد الماضي في صلة مع محاولة للمناقشة السياسية لمشكلة الإبادة الجماعية للشركس”. وتضيف بابيتش، “لكن قيادات الجمهوريات الثلاث، “لم تتمكن من توحيد” مواطني جمهورياتهم بسبب الخلافات فيما بينهم.

وتوحي عالمة علم الأعراق بأن الكثيرين افترضوا أن روسيا لن تواجه أية تحديات خطيرة من الشركس الآن، لأن ألعاب سوتشي التي عقد عليها النشطاء الشركس الأمل قد مضت وليس هناك أي مناسبات أخرى بادية لإثارة قضية الإبادة الجماعية في المستقبل.

لكن و“مع ذلك”، كما تقول، “عواقب النشاط الروسي في شمال القوقاز حتى الآن لها تأثير على تشكيل موقف معاصر للشركس تجاه روسيا”. وهذا أمر يحتاج من موسكو أن تفكر بشأنه ومعرفة الطرق للإستماع إلى مواقف معادية لروسيا تأتي من تلك الأمّة.

سيكون من السخرية حقاً إذا كانت تصرفات موسكو في أوكرانيا ودعماً لعدوانها هناك تنتهي عن طريق إحداث نمو في الشعور بالهوية الوطنية والتصميم بين الشركس وتجذب المزيد من الدعم للحملة من أجل الحصول على الاعتراف الدولي لحقيقة أن الإجراءات الروسية ضد الشراكسة قبل 151 عاماً تشكل عملا من أعمال الإبادة الجماعية.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/06/kremlins-support-for-refugees-from.html

Share Button