البرلمان الإستوني يلتقي النشطاء الشركس

8 يونيو/حزيران 2015

البرلمان الإستوني يلتقي النشطاء الشركس

بقلم: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)

ترجمة: عادل بشقوي

9 يونيو/حزيران 2015

الإجتماع الشركسي - الإستوني في البرلمان الاستوني، 4 يونيو/حزيران (المصدر: riigikogu.ee)
الإجتماع الشركسي – الإستوني في البرلمان الاستوني، 4 يونيو/حزيران
(المصدر: riigikogu.ee)

في يوم 4 يونيو/حزيران، أعلنت دائرة الصحافة التابعة للبرلمان الإستونني (Riigikogu) أن مجموعة من أعضاء المجلس التشريعي الإستوني اجتمع مع النشطاء الشركس إياد يوغار (الولايات المتحدة)، وعادل بشقوي (الأردن)، والدكتور نصرت باش (تركيا). وكانت القضية الرئيسية على جدول أعمال الاجتماع هي مصير الأمة الشركسية، التي تشتّتت عبر عشرات الدول منذ أن غزت روسيا شركيسيا التاريخية وطردت الغالبية العظمى من الشراكسة من وطنهم. ووفقا لهانز هانزو (Hannes Hanso)، رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الإستوني، فإن “مصير الشراكسة هو قضية تاريخية اكتسبت في هذا الوقت طابعاً دولياً واضحاً”. وقال عضو البرلمان إيريك-نيلس كروس (Eerik-Niiles Kross) إن “الإستونيين يدينون بفضل الوفاء للشّركس، لأن المستوطنين الاستونيين بالقرب من البحر الأسود، على سبيل المثال، في كراسنايا بوليانا، كانوا قد استوطنوا في الأراضي الشركسية”، وقال عضو آخر في البرلمان هو ارتور تالفيك (Artur Talvik)، ينبغي أن تنظر استونيا في إمكانية استقبال اللاجئين الشركس من سوريا، الذي من شأنه أن يساعد في أن يخفّف من ديْننا في الوفاء لهم. وأشار البيان الصحفي إلى أن الناشطين الشركس قد طلبوا من البرلمان الإستوني الاعتراف ب “الإبادة الجماعية” للشركس التي اقترفتها الإمبراطورية الروسية خلال الحرب الروسية – الشركسية في الأعوام 1763 – 1864 (Riigikogu.ee, June 4).

في وقت سابق، وفي يوم 11 مايو/أيار، وقع الناشطون الشركس من جميع أنحاء العالم رسالة إلى البرلمان الإستوني يطلبون من الدولة البلطيقيّة الاعتراف رسمياً بِ“الإبادة الجماعية” الشركسية. وبعد ذلك بوقت قصير، دعا هانسو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية الشركس لزيارة إستونيا لمواصلة مناقشة تفاصيل المظالم الشركسية والتوقعات الخاصّة بشأنها (Aheku.net, June 3). وقد ناشد النشطاء الشركس أيضا ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا الاعتراف “بالإبادة الجماعية” الشركسية. ومن بين البلدان الأربعة، فإن إستونيا هي التي استجابت للشركس حتى الآن (Natpressru.info, June 3).

وقال رئيس المجلس الشركسي العالمي، اياد يوغار إلى جيمستاون أن في رأيه، يرى الاستونيون العديد من أوجه التشابه بين تاريخهم وتاريخ الشركس. وهذا يعني أن الاستونيين يتفهّمون المظالم والتطلعات الشركسية بشكل خاص ويتعاطفون مع التحديات التي يواجهونها (Author’s interview, June 6).

وكان النشطاء الشركس قد ناشدوا البرلمان الإستوني في وقت سابق في عام 2010 وتلقوا استقبالاً حاراً. في ذلك الوقت، وعد أعضاء البرلمان الإستوني بإبلاغ زملائهم الأوروبيين حول القضية الشركسية وإثارة القضية مع روسيا. كان رد فعل المسؤولين الروس معاد كما كان متوقعاً. وقال النائب في مجلس الدوما / الدولة الروسي سيئ السمعة، سيرجي ماركوف (Sergei Markov) بإنّهُ لم تكن توجد هناك مشكلة شركسية، مصراً على أنه كان مجرد “تحول أيديولوجي لتفجير القوقاز” قامت به الحكومات ذات المشاعر المعادية لروسيا وهي جورجيا وإستونيا وبولندا، وكذلك مراكز استراتيجية معينة في واشنطن، والتي نظرت إلى روسيا كعدو منذ نهاية الحرب الباردة (Natpressru.info, October 15, 2010). على الرغم من كل الكلام عن “المشاعر المعادية لروسيا” (Russophobia) والدول المعادية المجاورة، إلا إنها في السنوات الأخيرة فقط روسيا هي التي هاجمت وضمت أراضي جيرانها، وليسوا “أعداء روسيا” هم الذين تعدّوا على أراضيها.

للأسف، حتى الأكاديميين الروس، بالنسبة للجزء الاكبر، كانوا معادين تماما لفكرة إعادة إحياء شركيسيا. في الواقع، بدلا من دعم مزيد من الدراسة للقضيّة الشركسية واستيعاب الإهتمامات والمظالم الشركسية، قام العلماء الروس بالتقليل من أهمية القضية الشركسية. وظهر أخصائي علم الإنسان الروسي المعروف والمسؤول السابق فاليري تيشكوف (Valery Tishkov) ليكون من بين الذين دعوا لكنس القضية الشركسية تحت البساط (Nazaccent.ru, May 21).

وباحثة روسية أخرى هي ناتاليا بابيتش (Natalya Babich)، توسّعت بشأن هذه الاستراتيجية، مؤكدة عدم وجود مجتمع شركسي موحد بالمعنى السياسي. وقد برزت فكرة توحيد الشركس فقط في السنوات العشر الماضية في صلة مع مناقشات سياسية لقضية الإبادة الجماعية الشركسية. زعمت بابيتش أن ​​الشركسي العادي لا يهتم بالقضية الشركسية، على الرغم من أنها لم تقدم أي نتائج استطلاع أو غيرها من الأدلة لدعم ادعائها. وبطبيعتهم، فإن الشركس قد لا يؤكّدون على مظالمهم خلال المقابلات معها، لأنها تظهر بأنّها روسية بدلا من كونها باحثة. اعترفت بابيتش أن دعم الحكومة للاجئين العرقيين الروس من أوكرانيا وإهمال اللاجئين الشركس من سوريا يضخم الصدمة التاريخية للشركس ويساهم في “عنصر قوي معادي لروسيا في [شمال] القوقاز” (Kavkazgeoclub.ru, June 5).

فمن جهة، بابيتش هي بالتأكيد على صواب، بمعنى عدم وجود  وحدة سياسية بين الشراكسة في الوقت الراهن. أنه، في الواقع، ما يفسر، لماذا يتحدث العديد من الشركس لصالح إنشاء منطقة حكم ذاتي واحدة في روسيا لتوفير بعض من وحدة سياسية لأمتهم. ومن جهةٍ أخرى، تفترض الباحثة الروسية أن الحالة الراهنة لن تتغير، على الرغم من أنها ترى أن الوضع بين الشركس قد تغير على مدى السنوات العشر الماضية، حيث أن الاعتراف في “الإبادة الجماعية” الشركسية أصبح نقطة تجمع لأعداد كبيرة متزايدة من الشركس في شمال القوقاز ومناطق أخرى من العالم، وبشكل أساسي في تركيا. ويشير اهتمام البرلمان الإستوني في القضية الشركسية أيضا إلى أن العالم الخارجي يدرس تقديم الدعم للشركس، الذي سوف يساعد الناشطين على تحسين التنسيق وإيجاد دعم شعبي أكبر.

المصدر:

http://www.jamestown.org/programs/nc/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=44007&tx_ttnews%5BbackPid%5D=24&cHash=2028be9eb0336911b2c6a9b5bd2011b0

Share Button