هل سينضم أي من المئة ألف شركسي من سوريا إلى الإثنا عشر ألف لاجئ سوري المتواجدين في روسيا الآن؟

الجمعة  18 سبتمبر/أيلول 2015

هل سينضم آي من المئة ألف شركسي من سوريا إلى الإثنا عشر ألف لاجئ سوري المتواجدين في روسيا الآن؟

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

18 سبتمبر/أيلول 2015

            ستاونتون، 18 سبتمبر/أيلول — تقول دائرة الهجرة الفيدرالية الروسية أن هناك الآن 12،000 لاجئ من سورية في الفيدرالية الروسية، منهم 2000 حصلوا على تصاريح الإقامة. وهناك المزيد من الناس في سوريا من الذين يرغبون القدوم في المستقبل، بما في ذلك وأبرزهم المئة ألف شركسي، الذين طرد المسؤولون الروس أجدادهم قبل 150 عاما.

                نشطاء شركس في شمال القوقاز وأنصارهم سواء في أماكن أخرى من روسيا وعلى نطاق دولي يدعون موسكو الى استيعاب المزيد منهم، لكن حتى الآن، حظرت السلطات الروسية ذلك التدفق خوفا من أن إمكانيّة أن يتغير التوازن العرقي في شمال القوقاز ويهدد السيطرة الروسية هناك.

            لكن مع استمرار اشتداد سعير الحرب في سوريا، فإن المشاركة الروسية هناك تتعمق، وتتسع أزمة اللاجئين في أوروبا، ويجب أن يطالب المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي في المقام الأول بأن تفتح موسكو البوابات للمزيد من أولئك الذين يفرون من العنف في سوريا، بما في ذلك الشركس.

            وقد وفر عدد ضئيل جدا من السوريين إلى أوروبا عبر روسيا، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المسكوفية والاسكندنافية على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. (See kp.ru/daily/26432.7/3303299/ and thelocal.no/20150827/syrians-crossing-norway-border-on-bicyles). لكن معظم الإثني عشر منهم الذين قدموا، فإنّهم فعلوا ذلك بمباركة الحكومة الروسية.

             وقد ركزت معظم المناقشات الروسية حول قضية اللاجئين بشكل أقل عن احتياجات اللاجئين منه على إصرار موسكو بأن أوروبا ليس لديها سوى أن تلوم نفسها عن المسؤولية بشأن الأزمة لأنها تتبع دور الولايات المتحدة الرئيسي في سوريا ولا تدعم حكومة الأسد. في الواقع، تصر موسكو على أن اللاجئين يفرون من الدولة الإسلاميّة، لا من الأسد (kp.ru/daily/26434.4/3305424/).

            ويقول يوري موسكوفسكي (Yury Moskovsky)، وهو مستشار لدائرة الهجرة الفيدرالية الروسية، أن “روسيا مستعدة لقبول تدفق المهاجرين السوريين، لكنهم لن يأتوا إلينا. ووفقا له، فإن الأسباب هي جغرافية: البحر الأسود هائج، والعبور عبر القوقاز ليس سهلاً (nsn.fm/in-the-world/ig-zapolnyaet-v-evrope-vakuum-spravedlivosti-ispolzuya-evropeyskiy-krizis-neravenstva-.php).

             ويكمل، هناك حوالي 7000 مواطن سوري في روسيا الآن، والذي يمكن أن يكون جاذباً؛ لكن يضيف أنه لا يعتقد أن الكثيرين سيأتون الى روسيا. بدلا من ذلك، إنهم سوف يستمرون في التوجه إلى دول الإتحاد الأوروبي، على الرغم من ان روسيا قد يمكنها أخذ المزيد وعلى الرغم من أن أوروبا ترغب في منع أي تدفقات أخرى نحوها.

            لكن هناك مجموعة من الناس على الأقل في سوريا يمكن أن يكونوا مرشحين رئيسيين للقدوم إلى روسيا كلاجئين، إذا سمحت موسكو بذلك. ويقدم فريد وير (Fred Weir) من صحيفة كريسشن ساينس مونيتور (Christian Science Monitor) أحدث مناقشة حول  موضوع لماذا من غير المرجح أن تسمح السلطات الروسية للشركس بالقدوم (csmonitor.com/World/Europe/2015/0916/Russia-as-safe-zone-for-Syrian-refugees-It-s-not-as-odd-as-you-d-think).

           وقال انه يقتبس ما قاله ماكسيم شيفتشينكو (Maksim Shevchenko)، وهو صحفي وعضو في المجلس الرئاسي لحقوق الإنسان، حيث يقول: “روسيا حتى الآن تجعل من الصعب جدا على اللاجئين المسلمين القدوم”. المشكلة ليست الجغرافيا، كما يقول موسكوفسكي، لكن “الكثير من العقبات البيروقراطية”. وفي الوضع الحالي، “هذا يحتاج إلى أن يتغير” أو أن بعض هؤلاء الناس سيقتلون.

           ويوافق على ذلك كونستانتين كالاشيف (Konstantin Kalachev)، وهو محلل سياسي في موسكو. تبدو روسيا أنّها على استعداد لاستيعاب أعداد كبيرة من الناس”، كما تبين في التعامل مع اللاجئين الأوكرانيين قبل عام من الآن، “لكن السياسيين ليسوا على استعداد لتحمل المسؤولية … روسيا لا تفكر في هذه المسألة إلا في سياق سياسي أكبر”. وفي هذا الصدد، لا توجد مسألة أكبر من تلك المتعلقة بالشركس.

           في عمل من أعمال الإبادة الجماعية في عام 1864، طرد المسؤولون الروس، وبالتالي أقدموا على قتل مئات الآلاف من الشركس من شمال القوقاز بعد أن قاوم الشركس التوسع الاستعماري الروسي لأكثر من قرن من الزمان. أولئك الذين نجوا نجحوا في الإمبراطورية العثمانية، والتي ورثتها، بما في ذلك في سوريا والعراق.

           لكن في السنوات الأخيرة، ووجهوا بتنامي القومية والإسلام السياسي، وقد أعرب العديد من الذين يقدر عددهم بخمسة ملايين شركسي في منطقة الشرق الأوسط عن رغبتهم في العودة إلى وطنهم. حتى لو عاد جزء منهم، فإن ذلك من شأنه أن يغير التوازن العرقي في شمال القوقاز ويرجح أن يحد من السيطرة الروسية.

          ونتيجة لذلك، فإن السلطات الروسية قد فعلت كل ما في وسعها لمنع كل الشركس تقريبا من العودة. لم توفر لهم موسكو المساعدة التي لهم الحق في أن يتوقّعوها في إطار برنامج العائدين، وكان بوسع المسؤولون الروس أي يقدّموا أي شيء باستثناء أن يقوموا بالترحيب بتلك القلة التي وصلت إلى الوطن.

          ويقول وير أنّهُ منذ عام 2011، عندما بدأت الحرب الأهلية في سوريا، فإن “حوالي 1000 من الشركس السوريين انتقلوا إلى جمهوريتي شمال القوقاز كراشيفو – شركيسيا (Karacheyevo-Cherkessia) وقباردينو – بلقاريا (Kabardino-Balkaria)، حيث تُفهم لغة أجدادهم. لكن يقول معظمهم أنهم تلقوا القليل من المساعدة الرسمية”.

         “الكثيرين من الناس هنا طيبين معنا”، حسبما قال أحدهم للصحفي من صحيفة كريسشن ساينس مونيتور، “ونحن نشعر بالروعة لأنا استعدنا وطننا. لكن من الناحية الاقتصادية، فإن الأمر صعب جدا. العديد من أبناء شعبنا يفضلون الذهاب إلى أوروبا أو أمريكا، ومع ذلك فإنى أود البقاء والعمل على إنجاح عائلتي هنا”.

         ويقول شيفشينكو (Shevchenko) أن على الروس “أن يغيروا وجهات النظر وأن يشعروا بالقلق إزاء ليس فقط أولئك الذين هم من الروس، أو متزوجون من الروس، والبدء في مساعدة المزيد من الناس”، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يحدث ذلك. ولكن أي تحرك من قبل موسكو على الواجهة الشركسية يبدو غير مرجح.

         فلاديمير بوتين ونظامه لا يزالون غاضبين لجهود الشركس في جميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى الحقيقة البشعة وهي أن أولمبياد عام 2014 أقيمت بالضبط في موقع الإبادة الجماعية الشركسية التي اقترفت في عام 1864، وبالتالي، لم ولا يبدو أن المسؤولين الروس الآخرين على استعداد لمساعدة الشركس من سوريا.

        ويتعين على المجتمع الدولي أن يحاط علما بهذه الحقيقة ومحاسبة ومساءلة روسيا خاصة وأن موسكو تدعي بشكل روتيني بأنّها تشارك في الجهود الإنسانية — عندما يكون الواقع هو أن العمل في هذا المجال هو انتقائي للغاية، وحتى الآن، كان الشركس مستبعدين إلى حد بعيدٍ جدا من أي من منافعها.

        “لا توجد سياسة بشأن اللاجئين في دولتنا”، كما تقول سفيتلانا غانوشكينا (Svetlana Gannushkina)، رئيسة لجنة المساعدة المدنية (Committee for Civil Assistance)، وهي منظمة غير حكومية تعمل مع المهاجرين. وقالت: “عندما بدأت أعداد كبيرة من الأوكرانيين تأتي إلى هنا، تم استقبالهم في البداية بلطف. لكن سرعان ما اختفى الإهتمام الرّسمي بهم”.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/09/will-any-of-100000-circassians-of-syria.html

Share Button