موسكو تؤيد النزعة الانفصالية في كل مكان تقريبا باستثناء ما يتعلق بها

الاثنين، 21 سبتمبر/أيلول 2015

موسكو تؤيد النزعة الانفصالية في كل مكان تقريبا باستثناء ما يتعلق بها

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

21 سبتمبر/أيلول 2015

            ستاونتون، سبتمبر/أيلول — جرى يوم أمس في موسكو حدثا مدفوعا نظمته الحركة المناهضة للعولمة في روسيا ولكن مدفوع له من قبل الكرملين وزعماء حركات إنفصالية من جميع أنحاء العالم، بعضها جدّي، وبعضها تافه تماما، حيث اجتمعوا، ونددوا بالإمبريالية الأمريكية، وانتخبوا فيه الرئيس السوري بشار الأسد والرّئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في اللجنة التنفيذية الدائمة للمؤتمر.

            كان هناك ممثلون من هاواي (Hawaii) وبورتوريكو (Puerto Rico) وتكساس (Texas)، ومن كاتالونيا (Catalonia) وأيرلندا الشمالية (Northern Ireland)، ومن أوكرانيا (Ukraine) والصحراء الغربية (Western Sahara)، وكذلك من الجماعات التي أعلنت أنها لا تسعى إلى إنفصال الدول، لكن إلى إندماج الدول القائمة، وفي هذه الحالة، دمج كل من روسيا (Russia)، وروسيا البيضاء (Belarus) وأوكرانيا (Ukraine)، في دولة واحدة.

            لكن كان هناك إستثنائين بارزين في قائمة المدعوّين: لم يتم دعوة أي طرف من أي فريق في الفيدرالية الروسية حيث يتم التعامل مع أي دعوة حتى لأن تنعم البلاد بموجب دستورها هي يعتبر عملا إجراميا يهدف إلى تعزيز النزعة الانفصالية، ولم يأت أحد من الحركات الانفصالية في البلدان القليلة التي لا تزال لدى روسيا علاقات جيدة معها مثل الصين.

            “لا يوجد في تاريخ البشرية”، أن أعلن منظمو أي اجتماع، “اجتمعوا في مكان واحد وهم مدافعين عديدين عن الحقوق من الذين يمثلون حركات وأحزاب تحرر وطني من دول مختلفة”. إلا أن الناطقين باللغة الروسية أوضحوا بسرعة أن الاجتماع لم يكن حول حق تقرير المصير (self-determination) بل من أجل التحالف مع روسيا ضد الولايات المتحدة.

            فيدور بيريوكوف (Fedor Biryukov) من منظمة رودينا (Rodina)، الذي كان أحد منظّمي مؤتمر المتطرفين الوطنيين الأوروبيين والنازيين الجدد في سان بطرسبورغ (St. Petersburg) في وقت سابق من هذا العام، أخبر هؤلاء المجتمعين: “نحاول احتضان الجميع من اليمين واليسار على حد سواء” من الذين يدعمون روسيا في صراعها مع الغرب.

            “روسيا”، يتابع القومي الروسي قوله: “أظهرت كيف تدافع عن السيادة بنجاح. ووفقاً للنشأة الكونية الروسية، فإن الغرب هو الفجر الكاذب (twilight)”، في حين أن روسيا هي الفجر. “وكل من يريد أن يرى الشمس فوقه وليس القمر اللعين، هو في روحِهِ روسي!” (novayagazeta.ru/politics/70017.html).

                كان ذلك من المرجح أن يكون حدثاً حتى إلى القادمين للإجتماع من تكساس، ومن هاواي وللبورتوريكيين، لكن في وقت لاحق، عندما سؤل بيريوكوف عن الاجتماع، قال أن الإجتماع لم يكن حول حركات التحرر الوطني ولكن عن “معارضة واشنطن”. وقال أن روسيا، “يجب عليها أن تدعم حلفائها”، تماما كما يجب عليها أن تعارض أي نزعة إنفصالية داخل روسيا.

            باختصار، كما أشار نيكيتا غيرين (Nikita Girin) من “نوفايا غازيتا (Novaya gazeta)”، “تحول المشاركون في ‘مؤتمر للإنفصاليين’  لأن يكونوا جزءا لا يتجزأ من الدولة [الروسية]”.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/09/moscow-supports-separatism-almost.html

Share Button