رفض موسكو مساعدة الشركس في سورية يبين الطبيعة القومية الروسية “للعالم الروسي،” حسبما يقول بورتنيكوف

السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2015

رفض موسكو مساعدة الشركس في سورية يبين الطبيعة القومية الروسية “للعالم الروسي،” حسبما يقول بورتنيكوف

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

5 ديسمبر/كانون الأول 2015

              ستاونتون، 5 ديسمبر/كانون الأول — إعلان وزارة الخارجية الروسية بأنها لن تقدم أي مساعدة خاصة لشراكسة سوريا الذين يسعون للعودة إلى ديار أجدادهم في شمال القوقاز يظهر أن ادّعاءات موسكو حول الطبيعة العرقية المتفوّقة بشأن “العالم الروسي” هي مخادعة، حسبما يقول فيتالي بورتنيكوف (Vitaly Portnikov).

           

            ويكمل المعلق الأوكراني، هي لا تبين فقط أن موسكو لا تريد سوى مساعدة العرقيين الروس أو أولئك الذين هم مثل الأوكرانيين من دونباس (Donbas) الذين تعتبرهم من العرقيين الروس، لكن يسلط الضوء على كيفية أن روسيا إلى يومنا هذا لا تزال دولة “جاهلة وقومية متطرفة (black hundred)” وهي خارج مسار الأخلاق والحداثة (mirror574.graniru.info/opinion/portnikov/m.246639.html).

            في تعليق لموقع غراني (grani.ru) الروسي، يقول بورتنيكوف انه قرأ مؤخراً عن التدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لتنقذ آخر عائلة يهودية في حلب وإعادتها إلى إسرائيل. “بالنسبة للدولة اليهودية، هم مواطنون”، وبالتالي يجب أن يجري حمايتهم ويمنحون الدفاع الكامل.

            يقول المعلق الأوكراني أنه تذكّر القصة عندما تبين له أن “وزارة الشؤون الخارجية الروسية رفضت طلب الجمعية الشركسية العالمية لتسهيل دخول المواطنين السوريين من أصل أديغي-شركسي إلى روسيا” وخصوصا أن سيرغي لافروف (Sergey Lavrov) هو الذي أثار الجدل.

            ويشير بورتنيكوف إلى أن ذلك “العاشق الكبير {للعالم الروسي}،” “لم يرفض مجرد اقتراح المواطنين.” إلا أن بدلا من ذلك، قالت وزارته “أن مثل هذا القرار من شأنه أن ينظر إليه باعتباره تمييزاً من قبل السلطات السورية ومن قبل مجموعات أخرى من سكان هذا البلد.”

            كما يعلم العالم بأسره فإن “الأديغه (الشركس) هم من الشعوب الأصلية في روسيا. وهم ببساطة لم يكن لديهم أي وطن تاريخي آخر.” وقد أجبروا على الفرار عندما توسعت الإمبراطورية الروسية في منطقتهم، ودمرت مجتمعاتهم، وأجبرت مئات الآلاف على الفرار.

            “لا أحد يعتزم الحكم على روسيا في الوقت الحاضر على جرائم حكامها في عهد إمبراطورية آل رومانوف. روسيا ببساطة يجب أن تصبح دولة معاصرة. بل أقول دولة فيدرالية معاصرة على اعتبار أن جمهوريات أديغيا (Adygeya)، وقباردينو –  بلكاريا وكراتشييفو  – شركيسيا هي أعضاء في الفيدرالية الروسية. والروس ليسوا هم المواطنين الوحيدين.

            وقد هوجم الشركس في سورية من قبل مختلف القوى وفر البعض منهم إلى تركيا. ويتساءل المرء، كما يقول بورتنيكوف، ما اذا كانت روسيا سوف تتركهم بسلام هناك.

            ولكن مهما كان ذلك، كما يقول، فإن موسكو سيكون رد فعلها مختلفاً جداً إذا كانت هناك في سوريا قرى للعرقية الروسية بدلا من تلك الشركسية. والدولة الروسية كانت ستفعل كل ما في وسعها لإجلائهم ومنحهم دخولاً فورياً إلى الفيدرالية الروسية.

            “كل من يزور قرية شركسية حتى ولو مرة واحدة يعرف كيف أن هؤلاء الناس يحافظون على تقاليدهم إلى حدٍ بعيد، حتى ولو أنّهم لم يروا القوقاز مطلقاً.” وكون هذا الشيء كذلك، يجعل ما يقوم به بوتين والحكومة الروسية مروع على نحوٍ خاص، خاصة لأن ذلك يظهر ما تعنيه موسكو حقا بخصوص “العالم الروسي.”

            بالنّسبة لبوتين ولافروف وزملائهم، فإن العالم الروسي هو روسيا العرقية، والآخرين مثل الشركس لا يمكن أن يكونوا جزءا منه، رغم ما تصر عليه موسكو بصورة روتينية. ويخلص بورتنيكوف، إلى أن من المؤكّد أن “هذه الحالة الجنائية تحتقر وتقاضي الروس أيضا. لكن من ناحية أخرى، فإنها تكره شعوب القوقاز” مثل الشركس.

            بورتنيكوف لا يقول، لكن حجته تذكر بما لاحظه الكثيرين عن النظام السوفياتي. كان الروس ضحايا الشيوعية؛ وكان غير الروس عبئا مزدوجاً: كانوا هم أيضا ضحايا للشيوعية، ولكنهم كانوا كذلك ضحايا الروسنة (Russianization). على ما يبدو، بوتين بصدد استعادة هذا التقليد السوفياتي أيضا.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2015/12/moscows-refusal-to-help-syrias.html

Share Button