تتار القرم ليسوا وحدهم في استذكار جرائم ستالين ضد أمتهم

الأربعاء 18 مايو/أيار 2016

تتار القرم ليسوا وحدهم في استذكار جرائم ستالين ضد أمتهم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

18 مايو/أيار 2016

            ستاونتون 18 مايو/أيار — قبل اثنان وسبعون عاما من اليوم، أبعدت الدولة السوفيتية تتار القرم من وطنهم إلى آسيا الوسطى، وهي المأساة التي أسفرت عن مقتل العديد وجرح الجميع. وفي السنوات التي تلت منذ ذلك الوقت، أحيا تتار القرم  هذه الذكرى المروّعة في كل 18مايو/أيار. وهم يفعلون ذلك اليوم.

            لكن هذا العام، أكثر بكثير مما كان عليه في أي وقت مضى، يتم تذكّر مأساة تتار القرم ليس فقط منهم ولكن أيضاً من قبل الآخرين، وبعضهم مثل الشركس الذين كانوا أيضا عرضة للترحيل، الى جانب آخرين مثل الأوكرانيين الذين تضرروا من سياسات الإبادة الجماعية التي اقترفها النظام السوفياتي، وأصحاب النوايا الحسنة في جميع أنحاء العالم.

            إن تقاسم هذا الحزن يمثل تطورا مهماً، وهو التطوّر الذي لا يمكن للناس أصحاب النوايا الحسنة إلا أن يرحبوا ليس فقط باعتبار ذلك امتدادا للبشرية لكل هذه المجموعات ولكن أيضا المسمار الأخير في نعش جهود موسكو للحفاظ على هذه القوميات أحداها بمعزل عن الأخرى، عن طريق استخدام سياستها الاستعمارية التقليدية، فرق تسد.

           ويحيى تتار القرم هذه الذكرى حتى وهم يتعرضون لموجة جديدة من القمع الروسي بعد الضم الروسي لوطنهم. وأكبر التجمعات هي في أماكن بعيدة عن متناول المحتلين الروس الذين يحاولون تخريب هذا اليوم تماما كما فعلت موسكو في الماضي.

            لكن تتار القرم هم أبعد ما يكونون وحدهم، خصوصا في هذا العام، وخصوصا في أعقاب انتصار جمالا في مسابقة الأغنية الأوروبية التي اجتذبت اهتماماً جديداً ودعماً لتتار القرم ولنضالهم التاريخي من أجل العدالة ضد أعمال موسكو الإجرامية في عام 1944 ومرة أخرى الآن.

            الأوكرانيين، المسؤولين والناس العاديين على حدٍ سواء، يشاركون في سلسلة كاملة من الأحداث للاحتفال بهذه الذكرى. وللحصول على جزء من قائمة بهذه الأنشطة، انظر إلى qha.com.ua/ru/obschestvo/18-maya-den-pamyati-jertv-deportatsii-krimskih-tatar/159647/. وسفارات الدول الأجنبية في كييف أيضا تقوم بتنظيم فعاليات خاصة حول الإبادة الجماعية للتتار القرم.

            نظرا لغزو روسيا واحتلال جزء من أوكرانيا، فهذا هو الآن مفاجأة، على الرغم من أنه وخصوصا لتتار القرم، فهو موضع ترحيب. لكن كان هناك تطوراً آخر هذا العام: المجموعات الأخرى التين كانت من ضحايا الحكومات الروسية ينضمون مع تتار القرم لإحياء ذكرى المأساة المشتركة.

            إن أوضح وأفضل مثال على ذلك هو الشركس، الذين سوف يحيون بعد ثلاثة أيام من الآن الذكرى 152 على طردهم من وطنهم التاريخي من قبل القوات القيصرية. وقد أصدر اتحاد المنظمات الشركسية في اسطنبول بيانا حول ترحيل تتار القرم (qha.com.ua/ru/obschestvo/cherkesi-razdelyayut-gore-krimskotatarskogo-naroda/159642/).

            “نحن نشارك آلام شعب تتار القرم الذي تعرض للإبادة الجماعية والترحيل من وطنه الأم بناء على أمر من الحاكم الفظ ستالين وذلك في عام 1944. ونحن كشعب عانى من حزن مماثل نعبّر عن تضامننا مع شعب تتار القرم”، كما يقول البيان.

            عبر إذاعة هذا البيان، تقول وكالة أنباء تتار القرم (QHA) إن “إعلان تضامن كهذا من أمّة  شهدت في تاريخها قسوة الحكومة الروسية شيء مهم للغاية بالنسبة لشعب تتار القرم”. لكن في واقع الأمر هو أكثر من ذلك.

            شاهد العالم للتو حيث سعى الشعب الروسي في ظل فلاديمير بوتين إلى تقديم الانتصار على هتلر في الحرب العالمية الثانية كما لو أنّهُ لهم فقط. لا أحد يشك في إسهام الجيش السوفيتي في احراز هذا النصر، لكن مثل هذا النهج، الذي ينكر دور الآخرين، هو في نهاية المطاف مخجل.

            في الماضي، كانت العديد من القوميّات التي كانت ضحية الإمبريالية الروسية والسوفياتية تركّز  على ما حدث لها، حيث كانوا غير راغبين أو ربما حتى غير قادرين على رؤية ما وراء ذلك، والتعرف على كونهم ضحية مشتركة للآخرين. إن هذا يتغير، وأنه يشرّف جميع أولئك الذين يعملون على هذا التحول.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2016/05/crimean-tatars-no-longer-alone-in.html

Share Button