كفكاز سنتر: القوقاز و الشيشان

القوقاز و الشيشان

فترة الاصدار: 9 مارس 2009, 22:10

 

الجزء الاول

 

قضية القوقاز و الشيشان ، هى قصة الإسلام الجريح الذى
تكالبت عليه الامم من كل صوب و حدب و تداعت ، بعد ان اصيب المسلمون بالوهن ، و
احبوا الدينا و كرهوا الموت ، … وصدق فيهم وعد نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم :
( تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، فقالوا : أمن قلة نحن يا
رسول الله .. ؟ قال : لا .. بل انتم كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل ) .

 

انها قضية الواقع المرير الذى تعيشه الأقليات المسلمة فى
كل مكان .. فى البوسنة و الهرسك ، و الفلبين ، و بورما و كوسوفا ، وفطاني و تشاد ،
و جامو و كشمير .. قضية كل المستضعفين و المعذبين المظلومين بأيجى اعداء الله ..

 

لقد اثبتت الاحداث ان معظم المسلمين كانوا يجهلون حقيقة
هذة الشعوب الاسلامية ، و لم يعرفوها إلا بعد الازمات ، وفى الوقت ذاته يعرفون عن
تاريخ و جغرافية أوروبا و امريكا الكثير و الكثير ..

 

مع ظهور الاحداث التى زلزلت الوجود الاسلامى ، تسال
الكثير من ابناء الاسلام ، عن الشعوب الاسلامية التى كانت مجهولة الجغرافيا ، و
مجهولة التاريخ ، لاخوة العقيدة و الدين ، فى ظل توجه ما يسموه بالنظام العالمى
الجديد ، الذى يقوم العالم بمخططات داهية ، تمتزج بأحقاد و ضغائن ، و كراهية عمياء
للإسلام  و اهله ..

 

فترتكب ابشع الجرائم و المذابح على مرأى و مسمع العالم
كله ، و مؤسساته الدولية ، التى تتزعمها 
امريكا و الغرب ، ودولا تتدعى انها تتمسك بالارثوذكسية ، و تزعم انها تسير
على النهج القديم للمسيح عليه السلام ، و تحت و مسمع و بصر من الامم المنحلة ”
المتحدة ” و مجلس رعبها ” امنها ” تدمر القرى و المدن و تبيد
الشعوب و تطرد و تقتل المسلمين فى ديارهم ..

 

الإسلام في خطر !!

 

الجراحات النازفة كثير في جسم الامة المسلمة .. و العالم
المتحضر يتفرج ولا يحرك ساكنا !!

 

عندما تكون المشكلة مغ غير المسلمين ، يتحرك العالم على
قدم و ساق ، ويجد في إيجاد الحلول ، ويجد في الغوث و النجدة ، و عندما يكون الامر
يتعلق بالمسلمين ، و تكون القضية قضيتهم يصم العالم أذنه و كان فيها وقرا ، ويتفرج
الغرب دون تعليق أو تحريك أساطيل كما فعل في مواطن كثيرة !

 

في عصر ملوك الطوائف الجدد !!

 

إنهم يجتهدون و يتعاركون من أجل إطالة منارات المساجد ، و
اطالة شعيرات الذقون ، و إطالة حبات المسابح ، و اطالة أحاديث الشوق ، و الصفاء ،
و العفة ، و النقاء ، و هذا فى زعمهم يكفي كمدخل إلى الجنة .. أما الهوان و المذلة
بين الامم فلا حرج ، ولا يكلف الله نفسا الا وسعها !!

 

حقيقة الإرهاب و قانون الجهاد

 

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ( كتب عليكم القتال
وهو كره لكم و عســى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم وعسـى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم
و الله يعلم وانتم لا تعلمون ) البقرة 216

 

وجاء فى الحديث الشريف : إذا استنفرتم فانفروا .

 

كثر تداول كلمة الارهاب ، وطرق آذان الناس سمعها من وسائل
اعلام غربية ، ووسائل الإعلام ا لعربية و الإسلامية ” المتصهينىة |” التى
غلبا ما تكون صدى للاعلام الغربـــى ، و انما يخصل اللبس في فهم المصطلحات إذا
فهمت بمفهوم الكفار من اليهود و النصارى و ما غيرهم .. و لم تفهم بالمفهوم الشرعى .

 

مفهوم الكافرين للأرهاب ان كل من يقف امام أطماع الكفار
في بلاد المسلمين ، ويصد عدوانهم عن الحرمات ،، فهو ارهابى يجب القضاء عليه ، و أن
من يدافع عن نفسه ، وعرضه ، وماله ، و أرضه وحقوقه الانسانية ، يدخل دائرة الارهاب
، ويجب معاقبته من يناصره من المسلمين بالمال و غيره ..

 

فالكفار – فى مفهومهم – أن يحتلوا بلاد المسلمين و
مقدساتهم ، و  لهم ان يذبحوا الرجال و
النساء و الأطفال ، ويقصفوهم بالقنابل و الصواريخ و لهم ان ينتهكوا الأعراض ، و ان
يدمروا المدن و القرى و البيوت و المساجد على اهلها ، ز لهم ان يستبيحوا ثرواتهم و
خيرات المسلمين ، و أى محاولة للدفاع عن الدين و الدماء و الاعراض فهي وحشية و
إرهاب ممنوع ، وعلى المسلمين في مفهوم الكفار ان يقبلوا عدوانهم على بلادهم بالبشر
و الترحاب و التزلف و النفاق !!

 

المفهوم الإسلامى للإرهاب :

 

الإرهاب في الإسلام فريضة ربانية ، ولكنها ضد اعداء
المسلمين ، فلا يجوز في الاسلام قتل غير المحاربين من النساء و الأطفال و الشيوخ .

قال الله تعالى : ( و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من
رباط الخيل ترهبوا به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلموهم الله يعلمهم و
ما تنفقوا من شىء في سبيل الله يوف إليكم و أنتم لا تظلمون ) الانفال 60

قال الله تعالى : ( لانتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك
بأنهم قوم لا يفقهون ) الحشر 13

 

الإرهاب المشروع هو الذى يكون موجها ضد أعداء الله و
أعداء المسلمين ، بل إرهاب أعداء الله و أعداء المسلمين هو العلة من فريضة الإعداد
كما قال الله تعالى ( ترهبوا به عدو الله و عدوكم ) وكل سلاح يحصل به إرهاب
للأعداء فالمسلمون مأمورون بتحصيله ، و هذا يختلف باختلاف الزمان ، حيث تختلف
وسائل القوة و السلاح من وقت إلى آخر .

فالإرهاب المشروع قد فرضه الله تعالى على العباد بالأنفس
و الأموال ، ولو كره الكافرون ، و أرجف المرجوفون ، و تخاذل المنافقون .

 

الجهاد في الإسلام له قانون خاص :

 

الجهاد فى الإسلام له قانون خاص به ، لا يخضع للحسابات
المادية و العددية و المعركة بين الايمان و الكفر معركة ذات حسابات خاصة تعمل وفق
قانون يختلف عن كل القوانين التى تعارف عليها الناس ، و المجاهدون المسلمون نفر من
المسلمين لهم حسابتهم الخاصة ، فلا تعنيهم الدبابات و المصفحات و الجنزرات ، ولا
الطائرات و الصواريخ ، ولا سائر الآلات الحربية الرهيبة من أسلحة الدمار الشامل ،
بل تزيدهم ثبات و قوة وإصرار ، ذلك بانهم قرأوا كتاب الله تعالى العظيم ، و
استوعبوه حتى النخاع ، و قرأوا آيات الجهاد ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن
الله و الله مع الصابرين ) البقرة 249 ، ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله
ينصركم و يثبت اقدامكم ) محمد 7

فلم ينهزموا داخليا و لن ينهزموا بمشية الله ..

 

وقرأوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لغدوة في
سبيل الله أو روحة خير من الدنيا و ما فيها ) متفق عليه ، و ( من لم يغز أو لم
يخلف غازيا في اهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ) صحيح رواه أبو داوود
، و ( من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء و غن مات على فراشه
) رواه مسلم .

 

كان النصر دوما من نصيب القلة المؤمنة المجاهدة المصابرة
المحتسبة ، المسلحة بالايمان و اليقين و تقوى الله على مدار التاريخ ، لأنها باعت
نفسها لله تعالى ، وجاهدت فى الله حق جهاده ، و لم تخش في الله لومة لائم ، و ما
ضعفت و ما استكانت .

 

بينما الكثرة الكافرة الباغية ، الثرية الظالمة ، و
المسلحة بالعتاد و الاسلحة ، كانت احرص ما تكون على حياة ، اغتر أفرادها بالمال و
الجاه و الملك و الصولجان ، تحسبهم جيمعا و قلوبهم شتى .

 

اما يومنا هذا في زمن السقوط و الانحدا الرهيب ، غابت
كلمات الجهاد من مضامينها و معانيها ، و آصبحت العمليات الجهادية الاستشهادية – عمليات
انتحارية ، و أصبح المجاهدون – ارهابيون ، و تغيرت المفاهيم و تغير القاموسس لأنهم
يدافعون عن العرض و الشرف و الأرض و الدين .

 

البعض يرى التريث فى الجهاد حتى نقوة ، و أن الجهاد لا
ياتى بثماره فى ظل الضعف ، و ان الاستعجال يكون بمثابة إلقاء اليد في التهلكة ”
بمعناها العام – وليس بمعنها الخاص  ، كما
فسره الشيوخ الربانيون وهو البعد عن الطريق المستقيم و حب الدينا و كراهية الموت –
الشيخ ش . أ ” ولكن بالجهاد تحيا الأمة ، ففى البوسنة كان مئات من الألوف
غافلين عن دينهم ، وصحوا وفاقوا وعادوا الى دين الله ، فاصبحوا مسلمين و ماتوا على
الاسلام .

 

اسباب العداء الروسي للمسلمين

الروس و القسطنطينية :

 

القسطنطينية هي بيزنطة ، مدينة له اتاريخ لدى الروس ،
كانت عاصلة العالم العظمى و روما الشرقية ، اشتق اسمها من القائد الإغريقي ” بيزاس
” موقع حصين حيث تلتقى أوروبا بأسيا على ضفاف البسفور و الدردنيل ، تحولت إلى
حصن ضد الإسلام بعد ان جعلها قسطنطين احدى العواصم العالمية ، و جعلها مركز دينيا
هاما ، لاعتقانه النصرنية على المذهب الارثوذكسى .

ارتبط الروس بها ارتبط الروس بها منذ ان دخل الامير
الروسى | فلاديمير ” النصرانية ، و دعى البطريركية البيزنطية كى تبنى لها
كرسيا اسقفيا فى كييف على المذهب البيزنطى ، 
و ارتبطت الكنسية الروسية بكنيسة آيا صوفيا .

 

الفتح الاسلامى للقسطنطينية :

 

استعصت القسطنطينية على الفتح الإسلامى قرون طويلة ، حتى
قام السلطان محمد الثانى عام 1453م بفتح القسطنطينية و اتخذها عاصمة لدولة بعد ان
غير اسمها إلى ” اسلامبول ” فغير طابعها النصرانى الى طابع اسلامى ،
فتحولت الكنائس الى مساجد و احرز انتصارات هائلة في اوروبا و اصبح البحر المتوسط
الشرقى تحت سيطرته ، واستطاع من بعده السلطان سليم من مضاعفة رقعة الارضاى
الاسلامية خلال ثمانية سنوات .. حاول خلالها فتح فيينا ولكنها استعصت عليه بعد
حصار دام اربعة اسابيع لها ، فاتحدت القوة الصليبية فى اوروبا لنجدة فيينا ..

 

استرجاع القسطنطينية هدف استراتيجى للروس :

 

شعر الروس الذين كانوا يدينون بالنصرانية أنهم أصبحوا
محاطين بالمسلمين من الشرق و الجنوب ـ إضافة الى أنهم يتبعون تلك الدولة التى
تسيطر على مقدارات شرق اوروبا ، وبعد تقدم العثمانيين فى شرق اوروبا لاخظ الروس ان
المسلمين سوف يحيطون بهم من الغرب أيضا ..

 

فبداءت الثورة لى المسلمين ، وبدات قواتهم تزداد فكونوا
امارتين واحدة فى موسكو و الاخرة فى كييف ، وشبت هاتان الامارتان و تخلصتا من حكم
التتار المسلم ، ثم اندمجا فى امارة واحدة لتقاوم المد الاسلامي .

 

تقدم الروس وحققوا انتصارات على التتار فى الشرق ، ثم
بدأوا حربهم الصليبية بالتوجه نحو الجنوب بغية استرجاع القسطنطينية لاعادتها مركز
للارثوذكس ، و كانت حملاتهم اشد الحملات الصليبية .

 

وصية :

 

جاء في وصية الامبراطور الروسى ، بطرس الأكبر : إن على
الروس ان يتنتشروا يوما بعد يوم شمالا على سواحل بحر البلطيق و جنوبا على سواحل
البحر الاسود ، كما يمبغى التقرب بقدر الامكان من استطنبول ” اسلامبول – استنبول
” لان من يحكم استنبول يمكنه ان يحكم الدينا باسرها .. الى اخره .

 

الجزء الاول من ملخص لكتاب

(مأساة القوقاز المسلمة – ملحمة الشيشان
الصامدة الجذور و الأسباب )

تم بمجهود اخيكم الضعيف الى الله الفقير اليه

قوات سيدنا محمد

 

محمد فورسس

 

كفكاز سنتر

Share Button