نافذة على أوراسيا: صحيفة في موسكو تقول، الاستقرار عبر الفضاء السوفياتي السابق “خادع”

الأربعاء، 26 فبراير/شباط، 2014

نافذة على أوراسيا: صحيفة في موسكو تقول، الاستقرار عبر الفضاء السوفياتي السابق “خادع”

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

28 فبراير/شباط 2014

            ستاونتون ، 26 فبراير/شباط – على الرغم من أن الثورة الأوكرانية لم تنته بعد، فإن الكثيرين في موسكو يتساءلون أين ستحدث مثل هذه الفورة المقبلة من الاضطراب والتغيير في الفضاء السوفياتي السابق، سؤال طرح من حقيقة أن معظم الروس كانوا “غير مستعدين” لما حدث في كييف، وفقا ل”نيزافيسيمايا غازيتا” (Nezavisimaya gazeta).

            في مقال بارز اليوم، يقول محرري الصحيفة التي تصدر في موسكو بأن السلطات الروسية صدمت من انهيار فيكتور يانوكوفيتش (Viktor Yanukovich) ومن حقيقة أن “ذاك الجزء من أوكرانيا الّذي يعارض ميدان (Maidan) تحول أيضا إلى أن يكون ضد [الرئيس الأوكراني المخلوع]” (ng.ru/editorial/2014-02-26/2_red.html?print=Y).

            ولأن موسكو لم تكن مستعدة لهذه الاحتمالات، تواصل الصحيفة، إلا أن عليها الآن أن تتعامل مع أناس في كييف لا “تعرفهم” ومع اليقين أن الغرب سوف يرى أن أي إجراءات من قبل موسكو للتعامل مع الوضع، “كما لو أنه تدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا” من قبل روسيا .

            هناك درس من كل ذلك، ولكن من غير المؤكد، تقول الصحيفة، ما اذا كانت موسكو قد تعلمته. ويتكون هذا الدرس من شقين: من ناحية، استقرار الأنظمة في الفضاء السوفياتي السابق هو في جزء كبير منه “خادع”. ومن ناحية أخرى، تحتاج موسكو للوصول إلى المعارضة في هذه الدول وعدم الإفتراض بأن التعامل مع الأنظمة القائمة يكفي.

            ووفقا للصحيفة، فإن الجمهوريات السوفياتية السابقة يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات بقدر استقرار أنظمتها المعنية. هذا الترتيب يعكس كلاً من أوضاعها الداخلية ودور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتشير إلى أن لاعبين آخرين في النظام الدولي، مثل الصين أو تركيا، ليسوا حقا ذات تأثير يذكر .

  وتشمل المجموعة الأولى من جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق حيث تظهر الأنظمة بأنها مسيطرة كل من كازاخستان (Kazakhstan) وتركمانستان (Turkmenistan) وأوزباكستان (Uzbekistan). إن فعالية هياكل القوة في هذه البلدان وضعف أو حتى عدم وجود معارضة محلية، جنبا إلى جنب مع قدرتها على إيجاد “لغة مشتركة” مع الغرب حول الطاقة يجعل من غير المحتمل إجراء تغييرات، على الرغم من أن “لا أحد من هذه البلدان مؤمّن ضد ‘انقلاب في القصر'”.

            وتضم المجموعة الثانية الدول “المستقرة نسبيا”: أذربيجان (Azerbaijan) وأرمينيا (Armenia) وبيلاروس (Belarus) وطاجيكستان (Tajikistan). لديهم معارضات بقدرات مختلفة، والتي تحظى بدعم من الخارج وليست لديها هناك إشكالية في العلاقات مع الغرب. وهي تختلف أيضا من حيث قدرة أجهزتها الأمنيّة .

            والمجموعة الثالثة، التي تضم مولدافيا (Moldova) وجورجيا (Georgia) وقيرغيزستان (Kyrgyzstan)، هي الأقل استقرارا. مولدافيا (Moldova) لديها مشاكلها مع ترانسدنيستريا (Transnistria) وغاغاوزيا (Gagauzia)، وجورجيا (Georgia) لديها أناس يريدون اتباع أوكرانيا (Ukraine) وإسقاط الحكومة الحالية، وقيرغيزستان غير مستقرة عموما. (للاطلاع على مناقشة قيمة لتأثير “ميدان (Maidan)” في عاصمتها بيشكيك (Bishkek) اليوم، انظر(http://rus.azattyk.org/content/kyrgyzstan_euromaidan_kiev_jeenbekov_tashiev/25276071.html).

            لا يمكن لموسكو أن تضمن الاستقرار في كل مكان. في الواقع، وكما حذر مقال في “نيزافيسيمايا غازيتا” نشر يوم أمس، فإنه لم يمكن ولا يمكن لأي شخص آخر التنبؤ أين ستندلع ثورة. أفضل ما يمكن لأي شخص القيام به هو تفسير أيّة ثورة بمجرد أن تحدث وذلك ليس حتّى من السهل دائما (ru/stsenarii/2014-02-25/9_tree.html).

            ولكن لأنه لا توجد حكومة تريد عدم الاستقرار ضمن حدودها الخاصة بها والذي يمكن أن ينتشر في داخلها، فإنه يمكنها وينبغي لموسكو أن تفعل كذلك، كما تقول “نيزافيسيمايا غازيتا”، بأن توسع من اتصالاتها مع جماعات المعارضة في مختلف أنحاء المنطقة. كان يجب القيام بذلك منذ فترة طويلة، يقول محررو الصحيفة، ولكن “لا يزال لم يفت الأوان بعد للبدء بذلك”.

            هذا المقال الإفتتاحي لِ”نيزافيسيمايا غازيتا” يلي آخر من يوم أمس الذي أشار بأن روسيا لا تواجه تحدياً مشابهاً لِ”ميدان” في أي وقت قريب؛ ولكن موسكو بحاجة الى أن تعرف من ما حدث في أوكرانيا إذا ما تم ذلك، لتصحيح ما تسميه الصحيفة “الخطأ الرئيسي” في التعامل مع المجتمع الروسي (ng.ru/editorial/2014-02-25/2_red.html).

            في حين أن هناك بعض أوجه التشابه بين الفيدراليّة الروسية وأوكرانيا، إلا أن الإختلافات لا تزال أكثر أهمية فيما يتعلق بإمكانية “ميدان” روسي، حسبما تقول الصحيفة. الأوكرانيّون لديهم مزيداً من الخبرة مع المظاهرات، والدولة الروسية في نفس الوقت هي أكثر فعالية في استخدام القوّة وتتمتع بقدر أكبر من الشرعية.

            ولكن هذه الاختلافات لا تعني أن موسكو ليس لديها ما تتعلّمه من كييف إذا ما أرادت روسيا أن تتجنب “ميدان” من تلقاء نفسها، ويقول المحررون. “الخطأ الرئيسي” الّذي يظهره {ميدان} والّذي دأبت موسكو على فعله، ولا تزال، هو فقط الإفتراض أن النظام يمكن أن يتعامل مع خصومه السياسيين عن طريق القمع و”تصفية النخبة البديلة”.

               و”تعتبر السلطات الروسية وصفة النخبة بأن تكون ليبرالية، وبالتالي لا تحظى بشعبية ولا يوجد لديها فرصة للنجاح”.  لكن مثل هذا الرأي، كما تشير الصحيفة، “ليس فيه بعد نظر كافٍ”. في ظل ظروف مصاعب إقتصادية، فإن الغضب حتى داخل المجتمع الرّوسي قد يزداد إلى النقطة التي يمكن أن تطغى على قدرة النظام لاحتوائه.

            ومع ذلك، يقول المحرّرون، إن “الاستنتاجات التي يمكن للنخبة الحاكمة أن تستخلصها من الأحداث الأوكرانية هي من المحتمل أن تجعلهم يعتقدون أن طريقهم صحيح”، وإن يانوكوفيتش (Yanukovich) كان ببساطة غير كفء، وأن استخدام القوة من قبل موسكو بطريقة أكثر ذكاءاً سوف يعني أن {ميدان} روسي لن يحدث.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/02/window-on-eurasia-stability-across.html

Share Button