يدّعي القوزاق الحق في القيام بدوريات في شوارع خصومهم التاريخيّين الشركس في أديغيا

10 سبتمبر/أيلول 2014

يدّعي القوزاق الحق في القيام بدوريات في شوارع خصومهم التاريخيّين الشركس في أديغيا

الكاتب: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)

ترجمة: عادل بشقوي

16 سبتمبر/أيلول 2014

المصدر:  yuga.ru
المصدر
yuga.ru

في نهاية شهر يوليو/تموز، أعلن رئيس جمهوريّة أديغيا، أصلان تخاكوشينوف (Aslan Tkhakushinov)، ورئيس قوات قوزاق منطقة كوبان، نيكولاي دولودا (Nikolai Doluda)، بشكل غير متوقع أن القوزاق سيبدأون تسيير دوريات للسلامة العامة في الجمهورية. وتتمركز قوات قوزاق كوبان في منطقة كراسنودار والمناطق المجاورة لها. ولفهمهم للجدل الذي سيسبّبه الإعلان، علّقت خدمة العلاقات العامة للقوزاق بما يلي: “يجب أن نكون حذرين في إيجاد حل لمثل هذا السؤال المهم: من ناحية، القوزاق والأديغة أصدقاء، ولكن من ناحية أخرى، فإن دوريات القوزاق في الشوارع في أديغيا ربما تكون محل انتقاد. ومع ذلك، فإن هناك قانون فيدرالي يتطلب السلامة العامة ويتطلّب دوريات تتكوّن من أفراد متطوعين. لذلك، كان من السهل على نيكولاي دولودا وأصلان تخاكوشينوف أن يجدا حلاً”. وقد أشاد قائد القوزاق المحليين في مايكوب، الكسندر دانيلوف (Alexander Danilov) بالإتفاق حيث قال: “إذا طُبّقَ القانون رقم 154 في الجمهورية، فسوف يعني مرحلة جديدة في تطوير مديرية قوزاق مايكوب. انها سترفع من سلطة قوزاق أديغيا وتسهل من خدمتهم في المكاتب الحكومية الأخرى”. وكان الرّئيس تخاكوشينوف أكثر مراوغة، حيث قال “اننا سوف نقوم بتثبيت النظام معا في تلك المناطق التي نحن مسؤولون عنها — القوزاق، والأديغه وممثلي القوميات الأخرى” (yuga.ru, July 21).

إن تردد تخاكوشينوف مفهوم، نظراً إلى أن الإثنيّين الأديغه (الشركس) والقوزاق كانوا أعداءً منذ بدء الغزو الروسي لشمال القوقاز وشركيسيا التاريخية (انظر EDM 9 سبتمبر). وغالبا ما قاد القوزاق الغزو الروسي لشركيسيا، والّذي انتهى مع هزيمة الشركس النّهائيّة في عام 1864، وترحيلهم الجماعي إلى الإمبراطورية العثمانية وتدمير شركيسيا التاريخية. غالبا ما استخدمت حكومة القيصر للقوزاق لتنفيذ هجمات فظيعة خصوصا ضد السكان الأصليين في شمال القوقاز نظراً لأن القوزاق لم يكونوا جزءا من الجيش الروسي الرسمي، بل عبارة عن مجموعة شبه عسكرية في خدمة موسكو. بالتالي، سيكون من الصعب على الشركس المحليّين أن يرحبوا بدوريات القوزاق في شوارع مايكوب.

شركسي يكتب تحت اسم مستعار طلب بصيغة الخطابة: “تخيلوا حالة يخاطب فيها أصلان تخاكوشينوف لالكسندر تكاشيوف (Alexander Tkachyov) [حاكم منطقة كراسنودار المجاورة ذات الأغلبية العرقية الروسية]، طالباً منه إذناً لإرسال دوريات شركسية إلى منطقة كراسنودار. وخاصة إذا كانت أهداف دوريات الشركس هي نفس أهداف دوريات القوزاق، إلا أنهم سيضربون بيد من حديد ليس على القوقازيين، ولكن على الشعوب السلافية. أتساءل، ماذا سيقول محافظ كراسنودار إلى رئيس أديغيا؟” وأضاف الكاتب أن القانون الفيدرالي الروسي رقم 154، “بخصوص خدمة القوزاق الروس للدولة”، هو قانون مثير جداً للجدل ويتعارض مع الدستور. واضاف بأن موسكو لن تمضي قدماً في تنفيذه، لأنه لا يمكن إعطاء القوزاق حقوقاً خاصة على الجماعات العرقية أو الاجتماعية الأخرى في الفيدرالية الروسية. وفوق ذلك، فإن استعداد تخاكوشينوف لتوقيع اتفاق يسمح للقوزاق القيام بدوريات في الشوارع في أديغيا أظهر تدهوره الأخلاقي التام وفساده، وذلك حسب رأي االكاتب (avrom-caucasus.livejournal.com, August 12).

ويبدو أن غزو القوزاق المفاجئ لأديغيا هو جزء من إستراتيجية الحكومة الروسية منذ فترة طويلة لاستيعاب أديغيا في منطقة كراسنودار. في البداية، اعتزمت موسكو دمج أديغيا ومنطقة كراسنودار تحت ذريعة أنّ جمهورية أديغيا “غير المتطوّرة” ستكون أفضل حالا في منطقة كراسنودار الغنية. غير أنّ موضوع الدمج قد تم إلغاءه من الأجندة السياسية بحلول عام 2006، بعد العديد من الاحتجاجات من قبل السكان الشركس في الجمهورية وخارجها. مع ذلك، لم تتخلّى موسكو عن تدمير أديغيا. وبدلا من هجوم علني على الجمهورية، بدأت الحكومة الروسية بتفكيك مؤسسات أديغيا واحدة تلو الأخرى — على سبيل المثال، تم نقل مكتب جمارك الجمهورية الى كراسنودار (regnum.ru, accessed September 10).

يبدو ان نشر القوزاق هو التحرك المقبل لموسكو في حملتها لتقويض أديغيا ومؤسساتها. الجمهورية غير معروف عنها ارتفاع معدلات الجريمة — في الواقع، هي واحدة من أهدأ المناطق في شمال القوقاز. مع ذلك، ولسبب ما، يتم إيفاد دوريات القوزاق هناك “لحماية السلامة العامة”. يبدو أن استراتيجية الحكومة الروسية تكمن في الإستيلاء على جمهوريات شمال القوقاز عندما تكون أكثر عرضة للنفوذ الروسي. يضم العرقيين الشركس فقط حوالي 26 في المئة من سكان أديغيا، في حين أن العرقيين الروس يشكلون حوالي 64 في المئة من مجموع عدد السكان. يحاول الشركس إعادة مواطنيهم من سوريا التي مزقتها الحرب، ولكن أعداد أولئك الذين تم إعادة توطينهم في الفيدرالية الروسية كانت حتى الآن منخفضة نسبيا. وأعيد توطين ما يقدر بنحو 700 شركسي سوري في الجمهورية لغاية شهر سبتمبر/أيلول من عام 2013، وبعد ذلك فرضت الحكومة الروسية قيودا قوية لمنع تدفق المزيد من الشركس من سوريا (rncmon.ru, 2013). الآن، وبعد عام واحد، يقدر العدد الإجمالي للاجئين الشركس من سوريا والّذين أعيد توطينهم في أديغيا قد زاد بما يعادل 100 شخص فقط، إلى ما مجموعه 800 شخص، وهو ما يقرب من نصف جميع الشركس الذين تمكنوا من العودة من سوريا الى وطنهم التاريخي في شمال القوقاز. وعلى سبيل المقارنة، فإن تركيا لوحدها استقبلت ما يقدر بنحو 6,000 لاجئ شركسي من سورية (rusplt.ru, September 5).

وعلى الرغم من تخليها عن خططها لدمج أديغيا مع منطقة كراسنودار المجاورة ذات الأغلبية العرقية الروسية، تواصل موسكو العمل بهدوء لتقويض وتفكيك الجمهورية خطوة بعد خطوة.

المصدر:

http://www.jamestown.org/programs/nc/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=42816&tx_ttnews%5BbackPid%5D=24&cHash=90079c0326e92aa97321c6c987ce642b

Share Button