نافذة على أوراسيا: بوتين يقول أن جميع الشعوب المقموعة متساوية، لكن سياساته تبين أن بعضها أكثر مساواة من غيرها

الجمعة 19 ديسمبر/كانون الأول 2014

نافذة على أوراسيا: بوتين يقول أن جميع الشعوب المقموعة متساوية، لكن سياساته تبين أن بعضها أكثر مساواة من غيرها

بول غوبل (Paul Goble)

 ترجمة: عادل بشقوي

19 ديسمبر/كانون الأول 2014

             ستاونتون 19 ديسمبر/كانون الأول – في مؤتمره الصحفي يوم أمس، قال فلاديمير بوتين أن موسكو “تعمل على تطوير برنامج يتم بموجبه حصول كل الشّعوب التي كانت مقموعة في السابق بما فيها شعب تتار القرم على دعم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية”. لكن كما يلاحظ المعلق الإسرائيلي أفرام شمولوفيتش، فإن زعيم الكرملين لا يعني حقا ما يقول فيما يخصها “جميعا”.

             في مقال نشر بعنوان “ما هو مناسب لأي فردٍ من تتار القرم ليس مناسباً للشركسي”، يشير فيه شمولوفيتش إلى أن موسكو انتقائية للغاية في نهجها مع العديد من القوميات التي كانت خاضعة للقمع من قبل الإمبراطورية الروسية أو من قبل الدولة السوفياتية، عبر دعم البعض ولكن برفض دعوات لدعم الآخرين (avrom-caucasus.livejournal.com/372921.html).

             ووفقا للمحلل الإسرائيلي، فإن المسؤولين في موسكو الممتثلين لتوجيهات بوتين “مستعدون للدفع لتتار القرم والبلكار ويعترفون بالإبادة الجماعية التي حصلت في عام 1944”.  بالنسبة لهم، فهذه “ليست بمشكلة”. ولكن “الإبادة الجماعية [التي حصلت للشراكسة] في عام 1864 كانت قد حصلت منذ فترة طويلة”، من وجهة نظرهم، وبالتالي فإنهم ليسوا بحاجة إلى  “الاعتراف بها”.

             ويقول شمولوفيتش إلى أن هذا يدل مرة أخرى على أنّهُ “ليس هناك أمل في أن الكرملين سيستمع لطلبات كئيبة من الناشطين الشركس والتي تسعى لعقد لقاء وتعتبر قضية ميئوس منها”. وعلاوة على ذلك، فإنه يشير إلى أن “موسكو تواصل بإدراك متابعة سياسة بطرسبورغ المتعلقة بالشراكسة، {وهي سياسة الإبعاد والإبادة الجماعيّة}”.

             إنها حقيقة شبه مؤكدة، ولكن من المرجح أن يكون لكلمات بوتين نتيجة أخرى كذلك. فهم متأكّدون بأنّ ذلك سوف يُقرأ من قبل جميع الشعوب المقموعة الأخرى ضمن حدود الفيدراليّة الروسية كأساس لتقديم مطالبات جديدة ضد موسكو، حتى وإن كان لديهم أمل ضئيل لتحقيق أي شيء في المدى القريب.

             وذلك دون أدنى شك يعني أن كلمات بوتين كانت غافلة عن القضيّة القوميّة، تماما كما كان الحال مع كلمات غير حذرة من قبل أسلافه، وسوف يثير ذلك بالضبط نوع من النشاط والجرأة لا يريده أن يحدث، ولا يريد أن يؤدّي إلى صراعات جديدة في شمال القوقاز وأماكن أخرى.

             لأن هذا هو الحال، كان جواب بوتين يوم أمس على سؤال للصحفيّة صفية أبلياييفا (Safiye Ablyayeva) وهي من تتار القرم يمتاز بأنّهُ إختبار حذر (For the text, see kremlin.ru/news/47250).

             وأشارت أبلياييفا، التي تعمل في خدمة تلفزيون تتار القرم في سمفروبل (Simferopil)، إلى بوتين بأن “السلطات المحلية لم تتخذ خطوات حقيقية لتحقيق” وعوده حول إعادة تأهيل تلك الشعوب التي تم ترحيلها من شبه جزيرة القرم في العهد السوفياتي. وسألت: “لماذا بقي هذا الأمر دون تنفيذ لغاية الآن؟”

              قال بوتين انه لا يعتقد أن الأمر “لم يتم تنفيذه وهنا لماذا: لأن أولا لا أحد يستطيع أن يلغيه: لا السلطات المحلية ولا أي شخص آخر”. وهذا يؤثر على تتار القرم والألمان واليونانيين والأرمن والبلغاريين وكافّة الشعوب الّتي تعرضت للقمع”.

              في رأيه، واصل بوتين، “هذا له معنى سياسي أخلاقي خطير بما فيه الكفاية”. وأشار إلى الصفة الرسمية لتتار القرم في شبه الجزيرة المحتلة وإلى العمل على حل شؤون السيطرة على الأراضي. وأضاف: “اذا واصلنا إضفاء المشروعيّة على وضع اليد على الأراضي فإنّا لن نفرض النظام أبداً”.

               ووفقا للرئيس الروسي، الدولة “تدين الكثير لهذه الشعوب [المقموعة]” وتعمل الحكومة الروسية على الوفاء بذلك عبر توفير المال من أجل البنى التحتية. وقال، في الوقت نفسه: “لا بد من إغلاق هذه الصفحة والقول بعد ذلك أن الجميع سواسية”. يجب على جميع الأفراد الالتزام بالقانون، بغض النظر عن قوميّته أو قوميّتها.

              وختم بوتين بالقول إن هذه مهمة ليست فقط لليوم أو للغد. سيستغرق الأمر وقتاً، لكنه أضاف “لم ينسى ذلك أحد”. فسواء كان ذلك صحيحا فإنّه يبقى رؤية ذلك للتو في الكرملين، ولكن بالتأكيد ، هذا هو الحال مع كل هؤلاء الأفراد الّذين قُمِعوا في الماضي – وستدفع كلمات بوتين بعضهم للتّصرّف والمطالبة بالمساواة في المعاملة.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/12/window-on-eurasia-all-repressed-peoples.html

Share Button