الاستونيين في قباردينو – بلكاريا يحافظون على علاقات وثيقة مع تالين

الجمعة 17 يوليو/تموز 2015

الاستونيين في قباردينو – بلكاريا يحافظون على علاقات وثيقة مع تالين

 Estonians in KBR - Blog July 17, 2015

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

29 أغسطس/آب 2015

نظرا لخطاب فلاديمير بوتين العدواني عن دول البلطيق، فإن موسكو وتالين لا تحتفظا بعلاقات ودية. على الرغم من ذلك، فإن إستونيا تربطها علاقات وثيقة ومتنامية مع 70 من الاستونيين في قباردينو بلكاريا، حيث أنّهم مجتمع مصغر ينحدر من العرقيين الإستونيين الذين جاءوا إلى شمال القوقاز في زمن ما قبل الحقبة السوفيتية وقد حافظت على لغتها وهويتها العرقية.

في الواقع، فإن عددا متزايدا من أفراد ذلك المجتمع يحصلون على الجنسية الإستونية، إما لأن يكونوا قادرين على زيارة قبور أسلافهم في وطنهم بشكل أسهل أو السفر إلى الخارج — إستونيا، بوصفها عضوا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تتمتع بحرية السفر بدون تأشيرة مع أكثر من 130 دولة، أكثر بكثير مما لدى الفيدرالية الروسية. ويرسلون أبنائهم إلى مخيمات وجامعات في إستونيا. ويحتفظون بمركز ثقافي حيث يعمل العديد منهم لاستعادة أو تحسين اللغة الإستونية وعرض تراثهم الثقافي على القوميات الأخرى.

تتواجد مثل مجتمعات الشتات الصغيرة هذه في أجزاء كثيرة من روسيا، مع أن تلك الإستونية منها في شمال القوقاز هي من بين الأكثر نشاطا. ونادرا ما تجلب لها الانتباه — وكان الاستثناء الوحيد لصمت أكثر وسائل الإعلام عن الاستونيين في تلك المنطقة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، عندما تم إجلاء 170 إستونيا من أبخازيا أثناء القتال هناك. وهذا يجعل أي تقرير بشأنهم له قيمة على نحوٍ إستثنائي، لا سيما إذا كان مفصّلاً مثل المقال الذي كتبته يوليا بيرنيكوفسكايا (Yuliya Bernikovskaya) في العدد الحالي من صحيفة “سوفيرشينو سيكريتنو” {سوفيرشينو سيكريتنو} (Sovsekretno.ru, July 9).

وترجع الصحفية الروسية حيوية هذا المجتمع الصغير إلى خمسة أشياء: 1) أهمية اللغة الاستونية بالنسبة للاستونيين، 2) البرامج التي وضعتها إستونيا لمواطنيها في الخارج، 3) جهود السفارة الاستونية في موسكو، 4) التسامح، وحتى الدعم، من قبل المسؤولين في قباردينو – بلكاريا الذين لم يعارضوا كافة هذه الأنشطة مثلما يكون نظرائهم في الجمهوريات والمناطق الأخرى في الفيدرالية الروسية قد فعلوا، و5) الإلتزام العاطفي لامرأة استونية وحيدة:

· بالمقارنة مع القوميات الأخرى، يبدي الاستونيون أهمية خاصة للغتهم، ويعملون للحفاظ عليها حتى عندما، كما هو الحال في شمال القوقاز، لا توجد مدارس أو غيرها من المؤسسات الحكومية لتقدم لها الدعم. الرئيس الإستوني السابق لينارت ميري (Lennart Meri) دأب على الإشارة إلى لغته الوطنية بأنها “الرمز السري”، الذي أتاح للإستونيين البقاء على قيد الحياة.

· وقد استجابت جمهورية استونيا إلى هذا الواجب القومي ببرامج توفر مخيمات صيفية للغة والتعليم المجاني للإستونيين من روسيا ودول أخرى. فهي تدفع الكثير من نفقات السفر. ومنذالتسعينيات من القرن الماضي، قدمت الجنسية المزدوجة للاستونيين في روسيا حتى يتمكنوا من السفر بحرية أكبر لإستونيا والعالم الأرحب.

· لقد تم الترويج لهذه الجهود من قبل موظفين في السفارة الإستونية في موسكو الذين يسافرون بانتظام إلى قباردينو – بلكاريا للتأكد من أن الإستونيين من المواطنين وغير المواطنين على حد سواء، يعرفون عن هذه البرامج ويستفيدون منها.

· لأن المجتمع الصغير قليل العدد، فقد تم التغاضي عن كل هذا النشاط، وحتى تم الترحيب به، من قبل قيادة قباردينو – بلكاريا وكذلك الشعوب الأخرى من تلك التي تنظر إلى الجهود التي تبذلها قومية صغيرة للحفاظ على ذاتها شيئا يمكنهم في النهاية أن يستفيدوا منه.

· وتقول بيرنيكوفسكايا، لكن أيا من هذه العناصر ما كان يمكن لأن يتم لولا الجهود الرائعة لامرأة من العرقية الاستونية. إنها ماريت روماني (Maret Romani)، التي أخذت على عاتقها، أن تستخدم إعلانات الصحف لإقناع الاستونيين الذين يعيشون هناك للتصريح عن أنفسهم، وإنشاء مركز ثقافي، والإتصال مع استونيا.

ونتيجة لذلك، فإن مجموعة ربما كان من المتوقع أن تنصهر هي الآن مجتمع فخور في الشتات — فعلى الرغم من حجمه، إلا أن موقف وفرص تالين المرحبة، وعداء موسكو له، يبين أكثر من أي وقت مضى أن مواطنيه، ليس فقط بصدد الحصول على الجنسية الإستونية بل العودة إلى وطنهم.

المصدر:

http://jamestownfoundation.blogspot.com/2015/07/estonians-of-kabardino-balkaria.html

Share Button