روسيا تطرد الشركس المعاد توطينهم في ظل توتّر العلاقات مع تركيا

روسيا تطرد الشركس المعاد توطينهم في ظل توتّر العلاقات مع تركيا

عسكر سوخت، الذي يرأس المجتمع الشركسي في مقاطعة كراسنودار المجاورة، يقدر أنه خلال العقدين الماضيين، حوالي 1500 شركس من تركيا استقروا في شمال القوقاز، وحصلوا على الجنسية الروسية. صورة أرشيفية
عسكر سوخت، الذي يرأس المجتمع الشركسي في مقاطعة كراسنودار المجاورة، يقدر أنه خلال العقدين الماضيين، حوالي 1500 شركس من تركيا استقروا في شمال القوقاز، وحصلوا على الجنسية الروسية. صورة أرشيفية

ليز فولر (Liz Fuller)

13 فبراير/شباط 2016

ترجمة: عادل بشقوي

15 فبراير/شباط 2016

لقد أوجدت الأزمة في العلاقات الروسية-التركية التي تلت اسقاط سلاح الجو التركي طائرة حربية روسية قبل شهرين وضعا غير متوقع ويحتمل أن يكون كارثياً للمئات من الشراكسة من تركيا الذين استقروا على مدى العقد الماضي في شمال القوقاز، وافتتحوا شركات صغيرة هناك.

أولئك الذين لم يحصلوا بعد على الجنسية الروسية يواجهون الآن الطرد من روسيا، تماما كما حصل مع أسلافهم في أعقاب غزو بلادهم من قبل روسيا القيصرية قبل 150 عاما.

رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إسقاط طائرة مقاتلة روسية من خلال فرض عقوبات اقتصادية شاملة على تركيا، والتي شملت منع استيراد السلع المختلفة، بما في ذلك المواد الغذائية. ثم في الأول من يناير/كانون الثاني، أوقفت روسيا السفر بدون تأشيرة للمواطنين الأتراك.

ومنذ ذلك الحين، ومكتب دائرة الهجرة الفيدرالية في جمهورية قباردينو بلكاريا — واحدة من المناطق الثلاث في شمال القوقاز حيث يشكل الشركس قومية اسمية، والمنطقة التي يعيش فيها الأن غالبية الشركس من تركيا— قد أخطرت العديد من الشراكسة الذين لم يتم منحهم الجنسية الروسية بأن حق إقامتهم المؤقتة قد ألغي.

وقد تم بالفعل إجبار بعضهم على مغادرة روسيا.

عسكر سوخت (Asker Sokht)، الذي يرأس المجتمع الشركسي في مقاطعة كراسنودار المجاورة، يقدر أنه خلال العقدين الماضيين، استقر حوالي 1500 شركسي من تركيا في شمال القوقاز، وحصلوا على الجنسية الروسية. هؤلاء المهدّدين الآن بفقدان حقوق الإقامة عاشوا في روسيا بين خمس وسبع سنوات، ولا يزالوا في عملية التقدم للحصول على الجنسية الروسية (التي تستغرق سبع سنوات). وأبنائهم يرتادون المدارس والجامعات الروسية.

وقال سوخت أن الشركس من تركيا فقط هم الوحيدين المقيمين في قباردينو – بلكاريا الذين تم تجريدهم من حقوق الإقامة، في حين أنه لم يحدث ذلك لأولئك الذين يعيشون في جمهورية أديغييا ومقاطعة كراسنودار المجاورة. ومع ذلك فقد ورد أن تعرض بعض الشراكسة الأتراك الذين يعيشون في أديغييا لضغوط من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) من أجل التخلي عن جنسيتهم التركية. أحدهم هو عدنان خواد، حُكِمَ عليه في ديسمبر/كانون الاول مع ابنته وموظفة في متجره الصغير بالاعتقال الإداري لمدة 15 يوماً بعد مشادة مع مسؤولين في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

جمهوريات شمال القوقاز، والتي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة، لا يشملها برنامج الدولة لتعزيز إعادة التوطين الطوعي في الفيدرالية الروسية للمواطنين من الخارج. وُوفق على هذا البرنامج في أواخر عام 2006، وكان القصد منه أساسا هو تسهيل إعادة التوطين في روسيا لأولئك الذين يقدر عددهم بنحو 25 مليون من العرقيين الروس الذين كانوا يعيشون في ذلك الوقت من انهيار الاتحاد السوفياتي في الجمهوريات السوفييتية الأخرى. ومثل هؤلاء المهاجرين يسمح لهم بالاستيطان فقط في عدد محدود جدا من المناطق الروسية.

في حالة الشركس الأتراك في قباردينو – بلكاريا، فإن الأساس المنطقي المستعمل والأكثر شيوعا لحرمانهم من الإقامة المؤقتة ينتهك قوانين الإقامة، مثل عدم الاقامة في العنوان الذي تم تسجيلهم فيه.

وجّه في الشهر الماضي، ممثلو 150 من هذه الأسر المعرّضة لخطر الترحيل إلى تركيا رسالة مفتوحة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، مطالبين باستئناف التعاون الذي تميزت به العلاقات الثنائية على مدى السنوات ال 20 الماضية.

اجتمع ممثلو فيدرالية الجمعيات القوقازية في تركيا (KAFFED) في أوائل يناير/كانون الثاني مع السفير الروسي في أنقرة، أندري كارلوف (Andrey Karlov)، وذُكِرَ أنّهُ تم التوصل إلى اتفاق على تدابير غير محددة “مشتركة لتخفيف آثار الأزمة عن الشركس.”

كما دعت كافد إلى عقد اجتماع طارئ للجمعية الشركسية العالمية (ICA)، التي يوجد مقرها في نالتشيك عاصمة قباردينو -بلكاريا، لمناقشة محنة الشركس الذين يواجهون الطرد من شمال القوقاز. ومن المشكوك فيه، على أي حال، ما إذا كان رئيس الجمعية الشركسية العالمية المثير للجدل خاوتي سوخروكوف (Khauti Sokhrokov)، وهو نائب رئيس وزراء سابق في قباردينو – بلكاريا، سيوافق على ذلك، ناهيك عن قيادة حملة للدفاع مواطنيه الإثنيين.

المصدر:

http://www.rferl.org/content/russia-expels-circassian-resettlers-as-turkey-relations-sour/27550147.html

Share Button